القرآن الكريم كتاب الله أنزله على نبيه المصطفى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر من رمضان؛ كما جاء في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، [سورة البقرة الآية 185]، وفي قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، [سورة القدر الآية 1]، فيه وعد ووعيد، وأمر ونهي، وغير ذلك من سائر المعاني التي فيها شيء من الحكم المذهلة.
من تلك الأشياء المذهلة السؤال يجب أن يكون لله بدون واسطة؛ فقد جاء في محكم التنزيل:
يسألونك عن الأهلة: (قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ..)، [سورة البقرة الآية 189].
يسألونك عن اليتامى: (قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ)، [سورة البقرة الآية 220].
يسألونك عن المحيض: (قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ)، [سورة البقرة الآية 222].
يسألونك ماذا ينفقون: (قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، [سورة البقرة الآية 215].
يسألونك عن الساعة أيان مرساها: (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ)، [سورة الأحزاب الآية 63].
كل الآيات الكريمات في القرآن العظيم يأتي بعد السؤال كلمة قل (أي يا محمد)، ما عدا آية واحدة وهي في قوله سبحانه وتعالي: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، [سورة البقرة الآية 186]، هنا لم يقل: “فقل إني قريب”، أي لا واسطة بين العبد وربه في مسألة الدعاء.
اللهم ارحمنا بالقرآن الكريم، واجعله لنا إمامًا ونورًا وهدى ورحمة.