في الماضي كان هناك بعض الاقتصاديين الذين لم يدركوا تمامًا الإمكانيات الاقتصادية لصناعة السياحة، وكانوا يركزون بشكل أكبر على القطاعات التقليدية مثل: الصناعة والزراعة والتعدين، ولكن مع مرور الوقت أصبح واضحًا أن السياحة يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للدخل القومي، وتوفير فرص العمل مما دفع الكثير من الدول إلى الاستثمار في هذا القطاع وتنميته، كان هناك تعليق قديم على “قناة ذكريات” في البرنامج الأسبوعي “مع الناس” البرنامج المميز الذي كان يقدمه الإعلامي البارز سليمان العيسى – رحمه الله – على قناة التلفزيون السعودي، وفي مقابلة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على أن “السياحة صناعة” حين كان أميرًا لمنطقة عسير والمقابلة موجودة على “قناة ذكريات” السعودية وتعليق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على أن “السياحة صناعة” يعكس رؤية إستراتيجية عميقة لفهم الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، السياحة اليوم ندرك تمامًا ليست مجرد نشاط ترفيهي وسياحي فقط بل هي قطاع اقتصادي ذو منظومة متكاملة يُساهم في توليد الدخل وخلق فرص العمل، وتعزيز التنمية المستدامة مع الحفاظ على الهوية ذات الميزة النسبية للاقتصاد السعودي، وفي جميع مناطق المملكة العربية السعودية بوجه عام ومنطقة عسير بوجه خاص، والتي تتميز بطبيعتها الخلابة وتنوعها البيئي والثقافي، يمكن للسياحة أن تكون محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية السياحية مثل: الفنادق والمنتجعات والمرافق الترفيهية، ويمكن أن يجذب المزيد من السائحين، ويزيد من الإيرادات المحلية كما أن الاستثمار في السياحة يمكن أن يُعزز من جودة الحياة للسكان المحليين من خلال توفير فرص عمل جديدة وتحسين الخدمات العامة لكي تصبح المملكة العربية السعودية وجهة سياحية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي؛ علاوة على ما ذكر أعلاه السياحة تساهم في تعزيز الهوية الثقافية، والمحافظة على التراث الوطني من خلال الترويج للمعالم التاريخية والثقافية، ويمكن للسياحة أن تُساهم في الحفاظ على التراث الثقافي ونقله للأجيال القادمة، وهذا يعزز من الفخر الوطني ويعزز من التفاهم الثقافي بين الزوار والمجتمعات المحلية، وبالتالي تعليق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل – حفظه الله – على أن “السياحة صناعة” يعكس فهمًا عميقًا وبُعد نظر إستراتيجي لأهمية هذا القطاع، وكان في وقت مبكر، واليوم نشهد تطورًا مستمرًا وتحولًا كبيرًا بشكل إستراتيجي ومستدام؛ لتحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المرجوة وفق رؤية وطن 2030، أصبح العالم اليوم بأسره يدرك تمامًا أن “السياحة صناعة”، ومن أهم الروافد الاقتصادية والحيوية والطموحة، السياحة أصبحت واحدة من أهم الصناعات الاقتصادية في العالم، وتعتبر السياحة مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي للعديد من الدول؛ حيث تُساهم في توفير فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي وتحفيز الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات؛ بالإضافة إلى ذلك السياحة تُساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب وتطوير العلاقات الدولية كما أن السياحة المستدامة أصبحت محط اهتمام كبير؛ حيث تهدف إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والحفاظ على التراث الثقافي.
0