العالم الأسطورة، وصاحب العقلية الاستثنائية “أبو الريحان أحمد بن محمد البيروني”، هو رحالة وأحد كبار الفلاسفة والعلماء المسلمين في القرن التاسع الميلادي، ولد في الخامس من سبتمبر عام 937م، بضاحية من ضواحي خوارزم، في إقليم خوارزم التاريخي جنوب غرب أوزبكستان.
كان “البيروني” عالمًا موسوعيًا لم يترك باب علمٍ إلا وطرقه، فكان عالمًا في الطب، والفلسفة، والكيمياء، والفيزياء، والرياضيات، والجيولوجيا، والفلك، والتاريخ، والصيدلة، والجغرافيا، والترجمة، وهو مؤسس علم الإنسان، وعلم المساحة (الجيوديسيا)، وهو أول من قال: إن الأرض تدور حول محورها، في كتابه بعنوان: “مفتاح علم الفلك”.
وضع جهازًا يقيس حركات الشمس والقمر، وابتكر الاسطرلاب الأسطواني المستخدم في رصد الكواكب والنجوم وتحديد الأبعاد للأجسام البعيدة وارتفاعاتها عن سطح الأرض، واستنتج نظرية لحساب محيط الأرض؛ واهتم بالخواص الفيزيائية لكثير من المواد، وتوصل إلى تحديد الثقل النوعي لثمانية عشر عنصرًا مركبًا، مستخدمًا الجهاز المخروطي، وفسر بعض الظواهر المتعلقة بسريان الموانع، وظاهرة المد والجزر وسريان الضوء، ولاحظ أن المعادن تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة.
كما صنف كتبًا تربو عن المائة والعشرين كتابًا، في مختلف مجالات العلوم والمعرفة، ولإسهاماته القيّمة في مجالات الفضاء، أطلقت وكالة “ناسا” الفضائية الأمريكية اسمه على إحدى فوهات سطح القمر في عام 1970م (1390هـ).
وهو عالم موسوعي قال عنه المؤرخ والكيميائي الأمريكي من أصول بلجيكية “جورج ألفريد سارتون” مؤسس تاريخ العلوم في كتابه مقدمة في العلم: “إنه من أكبر عظماء الإسلام ومن أكابر علماء العالم”.
أما المستشرق الألماني “كارل إدوارد سخاو” أستاذ اللغات السامية في جامعة فيينا عام 1869م، وأستاذ اللغات الشرقية في جامعة برلين عام 1876م، فوصف البيروني، قائلًا: “إنه أعظم عقلية عرفها التاريخ”؛ لأنه لم يخرج في كل الحضارات مثل عبقرية (البيروني)!.
توفي “البيروني” في شهر رجب من عام 440 للهجرة، وهو في الـ 75 من العمر.
0