غداً الإثنين ٢٠ ربيع الأول يستقبل ثرى “المعلا” ابن مكة وأحد رواد ذاكرتها الشيخ جميل سليمان جلال، التربوي والمؤذن ومطوف كبار المسؤولين على مدى أكثر من سبعة عقود في المسجد الحرام.
التقيت به “رحمه الله” في رمضان 1399هـ وأجريت معه اللقاء الأول بصحيفة البلاد حول قيامه بمهمة الطواف للملوك والرؤساء، وعلى مدى السنوات الماضية كنت ألتقي به طوال العام في العديد من المناسبات الرسمية والخاصة فهو قريب من كل الناس وله علاقات ممتدة معهم، ويُعد من رواد “الذاكرة المكية” في العلاقات والأحياء وأسماء الأسر المكية، إضافة إلى كل ما يتعلق بالطواف وتحديداً ذكرياته مع العدد الكبير الذي قام بتطويفهم من الملوك والرؤساء وكبار الزعماء، وله وقفات وقصص مع بعضهم.
جميل جلال لديه ثقافة عامة في العديد من شؤون الحياة، لأن ذاكرته تحمل الكثير من الذكريات والقصص على مدى ثمانية عقود عن مكة المكرمة وأهلها والعادات المكية وتفاصيل لسنوات في الشأن المحلي والاجتماعي ومهنة الطوافة بل ويحدثك عن التوسعات التي شهدها المسجد الحرام منذ السبعينيات الهجرية وأصحاب المهن والعُمد وأيام الحج ورمضان بل والأكلات التي اشتهرت بها العاصمة المقدسة، فهو دليل أو أرشيف مكي.
رحل جميل جلال وترك سيرة طيبة عند كل من عرفه، آمل من أسرته محمد وإخوانه أن يعملوا على توثيق ما تركه من أعمال وذكريات ولقاءات عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والصور والأوسمة التي حصل عليها، ونشرها في كتاب أو أكثر، لأن هذا الكم من السيرة في أكثر من عمل يحتاج أن يعود إليه أصحاب العلاقة لأهميته فهو قصة عمرها ثمانية عقود.