المقالات

الوحدة الوطنية

اليوم الوطني السعودي لهذا العام 1446 هـ يوافق الذكرى الـ 94 لتأسيس المملكة العربية السعودية. يتم الاحتفال باليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك عبد العزيز آل سعود توحيد المملكة من عام 1932.
يُمثل هذا اليوم ذكرى الوحدة الوطنية وإنجازاتها العظيمة التي تحققت تحت راية المملكة. مما يُعزز الشعور بالانتماء والولاء للوطن، ويحتفل فيه السعوديون بماضيهم وتاريخهم العريق والعيش بواقع معاصر متطور وروح تفائلية تتطلع نحو المستقبل، ويتم الاحتفال السنوى بشعار خاص يعكس روح وقيم هذه المناسبة بحيوية مليئة بالطاقة الإيجابية، وتشمل الاحتفالات السنوية جميع مناطق المملكة بالعروض الفنية والألعاب النارية والمهرجانات الثقافية، كما تتزيَّن المباني والطرق والسيارات بالأعلام والإنارات بألوان العلم السعودي، إلى جانب إقامة فاعليات ترفيهية وتثقيفية؛ لتعزيز روح الولاء والانتماء الوطني.
ومما يمكن المواطنين من المشاركة الفعلية في احتفالات اليوم الوطني العطلة الرسمية في المملكة؛ حيث تتوقف فيه الأعمال في جميع المؤسسات الحكومية والتجارية لإتاحة الفرصة لهم. وقد تطورت هذه الاحتفالات على المستويين المحلي والدولي على مر السنين بتنظيم فعاليات فنية وثقافية وندوات وورش عمل تعزز الهوية الوطنية.
وتأتي رمزية اليوم الوطني السعودي فرصة لتجديد العهد والولاء للمملكة وللقيادة الرشيدة، لتذكير الأجيال الصاعدة بقيمة الوحدة والجهود التي بُذلت لتأسيس دولة قوية ومستقرة. كما يعكس تطلعات المملكة لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمحافظة على الشعور بالفخر والانتماء لجميع سكان المملكة من مواطنين ومقيمين للمشاركة باحتفال مسيرة الإنجازات المتحققة عبر العصور، للتأكيد على القيم المشتركة، والاحتفاء بالهوية الثقافية والاجتماعية.
كما أن ذلك يُمثل إلهامًا للأجيال الحالية والقادمة بالقيم الوطنية وتعريفهم بتاريخ بلادهم وبأهمية الوحدة الوطنية وثمارها المشمولة بالأمن والإيمان والاستقرار والتطور والازدهار. فرصة للترويج للسياحة الداخلية؛ حيث يتوافد المواطنون والمقيمون إلى مختلف مناطق المملكة للاستمتاع بالفعاليات الثقافية والترفيهية. هذا يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعريف الناس بجمال وتنوع مناطق المملكة، كما يعمل ذلك على تنمية الوعي بالحس التطوعي وروح العطاء في المجتمع، والمساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
كما أن الاحتفالات التي تُنظم في اليوم الوطني، سواء داخل المملكة أو في السفارات السعودية بالخارج، تسهم في تعزيز صورة المملكة عالميًا، وتبرز ثقافتها وتاريخها وإنجازاتها على الساحة الدولية. لأن أهميته متعددة الجوانب، فهو ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل يمثل يومًا بحجم وطن يمتد تأثيره إلى تعزيز الهوية الوطنية، وتقوية الروابط الاجتماعية، وتحفيز التنمية في مختلف المجالات. ويعزز من روح العمل والإنجاز لدى الأفراد والمؤسسات، وتذكير بأهمية المساهمة في بناء مستقبل مزدهر للمملكة. تتيح الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تُنظم في اليوم الوطني فرصة للتواصل بين أفراد المجتمع، وتبادل الأفكار والتجارب، مما يعزز من الروابط الاجتماعية. كما يسهم في رفع مستوى الوعي بين المواطنين حول تاريخ المملكة وأهم الأحداث التي شكلت مسيرتها، بما يتم تنظيمه من ندوات ومحاضرات ومعارض تبرز الجوانب المختلفة لتاريخ المملكة، مما يزيد من معرفة المواطنين بتاريخهم، ويتعرفون على التحديات التي واجهتها المملكة منذ تأسيسها، وكيف تمكنت من تجاوزها بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها المخلص. مما يعزز من الثقة في القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية، ويعزز الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن.
ولليوم الوطني عدة أبعاد وطنية، تاريخية، اجتماعية، ثقافية، تعليمية، اقتصادية، تنموية، دولية، والبُعد النفسي والمعنوى والإعلامي. بالاضافة إلى تأثيراته المتعددة على مختلف المجالات.

• أستاذ الإعلام بجامعة أم القرى سابقًا
* مُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

د. فيصل أحمد الشميري

عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى