المقالات

الحلم يتحقق.. بهمّة شباب الوطن

تمر السنون ويبقى الوطن، ويغزو الشيب رؤوس الرجال، ويهرم الإنسان مع مرور السنين، ولكن يزهو الوطن شبابًا متجددًا متطورًا منافسًا لكل الأوطان.
وتحتفل بعض شعوب دول العالم بأعياد تحريرهم من الاستعمار، ونحتفل في وطننا المملكة العربية السعودية باليوم الوطني، يوم توحيد شبه الجزيرة العربية بعد أن كنا شعوب وقبائل متفرقة يملأ قلوبنا التنافر والتحاسد، ويغزو بعضنا البعض طمعًا في المال والجاه، حتى أتى من يوحدنا في قلب واحد، ويجعل من قبائلنا وهجرنا وقرانا ومدننا وطن واحد بدين واحد مهما اختلفت المذاهب والانتماءات العرقية والجغرافية.
لقد كان المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – صاحب فكر التوحيد ومؤسسه، وسار أبناؤه من ملوك وأمراء على نهجه معتمدين على كتاب الله وسنة نبيه، ومضت 94 عامًا من يوم إعلان المملكة العربية السعودية تحولت فيه المملكة إلى أحد أهم صانعي القرار السياسي والاقتصادي في العالم، وتحول اقتصاد المملكة من اقتصاد معتمد على الحج والعمرة والزكاة والجمارك إلى اقتصاد معتمد على دخل كبير وأساسي لاقتصاد الدولة وهو إيراد البترول، ومؤخرًا تحول اقتصاد المملكة إلى اقتصاد متنوع مصادر الدخل؛ ليضمن استدامة الاقتصاد السعوي ويحقق رؤية المملكة 2030، وتحوّلت المملكة من تعليم معتمد سابقًا على الغير إلى تعليم وطني ينتج العلماء والمفكرين والمبدعين والمخترعين، وتحول الاستشفاء في المملكة من الاعتماد على الأطباء الأجانب والمستشفيات التي تدار بكفاءات أجنبية إلى قطاع صحي منافس عالميًا يُدار بكفاءات سعودية وأطباء شهدت لهم أكبر الجامعات والمستشفيات العالمية في أوروبا وكندا وأمريكا، وتحول شباب هذا الوطن الذين يمثلون أغلبية التعداد السكاني إلى قوة الدفع الوطنية للتطوير والتغيير لبناء المملكة الحديثة بقيادة أمير الشباب وقدوتهم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قائد الرؤية المستقبلية ومؤسسها، ومتابع تنفيذها على أرض الواقع تحت إشراف وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي حقق الوطن خلال فترة توليه الحكم تحول إلى وطن حديث ينافس بل يتقدم العديد من دول العالم المتقدم في جميع المجالات وعلى وجه الخصوص الذكاء الاصطناعي والاتصالات والصناعة، وهذا هو الوطن الذي كنا نحلم به ونطمح أن نراه في عصرنا، وأحمد الله أن منّ عليّ وعلى أبناء جيلي بالعمر لأن نرى الحلم قد تحقق بل تجاوز كل أحلامنا، ولم نعد نستطيع أن نجاري التطور والتطوير الذي نعيشه، بارك الله في وطننا الغالي وحفظ الله أمنه واستقراره، وحفظ لنا قيادتنا وولاة أمرنا، وحفظ الله وحدة شعبنا، وحفظ الله سكان هذا الوطن من سعوديين ومقيمين.

د. عبدالله صادق دحلان

كاتب اقتصادي سعودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى