المقالات

اليوم الوطني، تاريخ وحضارة

اليوم الوطني هو أحد أهم المناسبات التي تحتفل فيها الدول المختلفة حول العالم، تعبيرًا عن الحفاظ على مفاهيم الوحدة، والودّ، والسلام، والتآخي بين مختلف الفئات من أبناء المجتمع، وللتعبير عن مدى حبّهم لبعضهم البعض، ومدى محبتهم لقيادتهم الرشيدة.

وتنبع أهميّة هذا اليوم من تذكيرِ الأجيال الجديدة بكافة الإنجازات التي قام بها مَن سبقوهم، والحرص على غرس القيم الحضارية في نفوس الأجيال الشابة؛ للسير قدمًا على الخطا نفسها، وتقديم أفضل صورة عن بلدهم في كافّة المحافل الدوليّة، ونشر الوعي حول ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية.

وتحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني كل عام في اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر (أيلول) تخليدًا لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- .

حيث إنه في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ / 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – على مدى اثنين وثلاثين عامًا بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م.

وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبد العزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى عام 1351 هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م يومًا لإعلان قيام المملكة العربية السعودية، وأصبح لقب الملك عبد العزيز “ملك المملكة العربية الســـعودية”.

واختارت الدولة السعودية في عهد الملك عبد العزيز شعار الدولة “سيفان متقاطعان بينهما نخلة” أما العلم فلونه أخضر مستطيل الشكل تتوسطه شهادة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” باللون الأبيض، وتحتها سيف باللون الأبيض.

ونحن نحتفل باليوم الوطني تمجيدًا لذلك اليوم الذي شهد توحيد بلادنا ومنذ ذلك التاريخ، وهي تعيش نهضة علمية وعمرانية وصناعية وسياسية لم تشهدها الجزيرة العربية من قبل، وكل ذلك بفضل الله أولًا ثم بفضل أسرة آل سعود الحاكمة التي اختارت الشراكة مع شعب هذه البلاد المباركة، وراهنت على نجاح مشروعها السياسي والتنموي والاقتصادي.

وعند حلول اليوم الوطني والمناسبات الوطنية، يحتفل جميع مواطني مناطق المملكة بهذا اليوم المجيد وتلك المناسبات الوطنية الخالدة، وتبرز مظاهر الاحتفالات في الميادين والساحات والشوارع العامة بل وتجد الاحتفالات تقام حتى بين أفراد الأسرة الواحدة وترفع الأعلام على المنازل وفي الطرقات تعظيمًا لتلك المناسبة السعيدة وذلك اليوم المجيد، وسيظل عامًا يذهب وآخر يأتي وكل شيء في وطني يزداد جمالًا وتقدمًا وازدهارًا.

ونحمد الله على ما ننعم به من أمن وأمان قَلَّ أن تجد له نظيرًا في معظم دول العالم واستقرار وازدهار لفت أنظار الناس في مشارق الأرض ومغاربها ووطن طموح، عانقت طموحاته عنان السماء ومجتمع حيوي لا يهاب الموت ولا يخشى من الأعداء واقتصاد مزدهر، أصبحنا ننافس به الدول العظمى وحكومة عادلة تقيم العدل وتحفظ الحقوق، وتُحَكِّم الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة وحُقَّ لنا أن نفتخر ونحتفل بذلك.

وعلينا أن نستغل هذه المناسبة المجيدة لنتذكر تاريخنا وتضحيات أجدادنا، وفي مقدمتهم مؤسس هذه البلاد الطاهرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- وندعو لهم بالمغفرة والرحمة كما نفتخر بولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- وأيضًا نفتخر بما وصلنا إليه من رقي وازدهار وأحلام تحققت، ونُعَلِّم أبناءنا قصص أبطالنا التي سطرها التاريخ من أجل إعمار هذه الأرض المباركة الطيبة .

* كاتب رأي ومستشار أمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى