تحتفي المملكة -قيادة وشعبًا- باليوم الوطني الرابع والتسعين الذي يوافق الـ ٢٣ من سبتمبر ٢٠٢٤ م… اليوم الذي صدح فيه اسم المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية قادها الملك عبد العزيز ورجاله، انتصر فيها الخير، وتوحد فيها الشمل، ونُزع فيها رداء الجهل، وبزغ فيها فجر من النور، ورفرفت فيها رايات العز والاعتزاز، ودبت في مفاصل الجزيرة من سهولها حتى جبالها حياة جديدة تأسست من كفاح ما زال يسير في الدماء، ويشهد التاريخ عليه للأجيال، ويُقرأ بمداد من ذهب في كل زاوية من زوايا البلاد… فنحن عظماء من بلدٍ عظيم.
تواصل العطاء بقيادة الملوك والأمراء، وساروا بالأمانة وسار الشعب خلفهم سمع وطاعة، وامتدت على امتدادها ميادين التطور والنهضة، وحلقت الإنجازات فوق هام السحب من عهد إلى عهد، حتى أذهلنا العالم بإنجازاتنا التي صنعتها كفاءاتنا السعودية، وبأرقامنا التي حققتها أفكارنا الاقتصادية، وبابتكاراتنا التي قادتها عقول مفكرينا العظيمة… فنحن عظماء من بلدٍ عظيم.
واليوم في الذكرى الـ ٩٤ نستذكر فقط كيف بدأنا حتى توحدنا؟، وكيف عملنا حتى وصلنا؟، وكيف عمرنا حتى أبهرنا من حولنا؟، وكيف حولنا الصحراء إلى جنة خضراء؟، وكيف أصبحنا الرقم الصعب في كل مجال وميدان وأمام كل العالم والبلدان… فكل هذا لم يأت من فراغ بل نتاج جهد وعمل وطموح وانتماء وولاء لهذا الوطن، فالحب له يفعل بنا المستحيل، والفخر به يتطلع بنا للمزيد، والرخاء الذي يعمه يدفعنا لبذل الغالي والنفيس… ففي كل ذكرى يزداد النماء وتزداد مسيراتنا الخضراء، وينضم لنا فيها ألف إنجاز، وتكبر أمامنا مئات المشاريع، وتعلن لنا بشائر الخير مع كل قرار حكيم… فنحن عظماء من بلدٍ عظيم.
وفي الختام أقدم التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ ٩٤، ونسأل الله أن يديم الأمن والأمان والرخاء والتقدم والازدهار على مملكتنا.