المقالات

الوطن «القوة والتأثير»

نحتشد وكلنا وطن يشع اخضرارا كقلوب الأبرار العاشقين، فماذا نقول: لا نقول: إننا نحب وطننا، ونؤمن بدولة المؤسسات الحديثة التي تظلنا، لا نقول ذلك فقط، بل نقول: إننا ندرك أن حياتنا هي “وحدتنا”، ولذا ندْفع عنها لأنها كينونتنا، ونرفض كل فعل ظاهر أو مستتر يمكن أن يزعزعها، نرفض كل خفي أو معلن ينخر جذع الشجرة العظيمة، مهما كان شعاره، ومهما توارى خلف ما يدّعي مما نحب.. نرفضه رفضا عنيفا لا هوادة فيه؛ لأننا نريد أن يبقى الوطنُ موئلا للانتماء، ويصير مصدرا للجمال والحب والحرية والتسامح والتعددية والاختلاف، ولن يبقى كذلك أو يكون، في ظل وجود تيارات كفرت به ألف مرة، وعقته وأهله آلاف المرات، وما زالت، لكن الوطن عصيٌّ على كل عاق، وقوي في وجه كل من اعتنق عقيدة هلامية لا عين لها، ولا عقل، ولا بصيرة ولا مبدأ سوى تحزبها.

اليوم، ونحن نحتفي بيوم الوطن احتفاء حقيقيا يتجاوز الفعل الرسمي، إلى الإسهام الشعبي الواسع، فإن احتفاءنا ليس تمظهرا، وليس بحثا عن الكينونة المتحققة في وطن يمتد من الماء إلى الماء، وإنما هو إدراك للمعاني التي يوحي بها يوم يستدعي مرحلة التوحيد، بوصفها فعلا خارجا على قوانين التاريخ، ويستدعي الحاضر والمآل، حيث باتت بلادنا تمثل ثقلاً سياسياً واقتصاديا، ولن تكون على هذه الصفة من القوة والتأثير، إلا من خلال التمسك بوطن، هو أمانة في أعناق الأبرار من بنيه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى