حينما تنظر إلى أعلام الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة وعددها 193 علمًا.. يلفت نظرك علمًا مميزًا بينها لون ومضمون ودلالة.. وهو علم المملكة العربية السعودية. نعم لكل دولة من الدول الأعضاء تاريخ وطني خاص بها محل فخر واعتزاز مواطنيها.. ومع ذلك نجد تفردًا آخر لتاريخ بلادنا مصدره احتضان المملكة للأماكن المقدسة وخدمتها للحرمين الشريفين، وتوسط موقعها في قلب العالم من خلال موقع الجزيرة العربية قديمًا وحديثًا، ثم ما حباها الله من ثروة نفطية واسعة جعلها تتبوأ مكانة اقتصادية عالمية ضمن مجموعة العشرين.
الذكرى الرابعة والتسعون لتوحيد المملكة 1351هـ/1932م منذ عهد الملك الموحد عبد العزيز ثم الملوك من بعده: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله-، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. تُمثل مراحل نهضة كبرى متدرجة ذات نكهة وسياسة ودبلوماسية ومنجزات خاصة بكل عهد من هذه العهود السبعة من بناء داخلي وعلاقات خارجية وتفاعل حضاري مميز عربيًا وإسلاميًا وعالميًا.
والمملكة في عامها الوطني الرابع والتسعين ذات جذور ممتدة لثلاثة قرون منذ عهد مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود انطلاقًا من العاصمة الأولى الدرعية عام 1722م/1139هـ؛ انطلاقًا من قلب الجزيرة وصولًا إلى حدود المملكة العربية السعودية في عهدها الراهن الزاهر.
وتعد رؤية 2030م ضمن سياق التدرج النهضوي لتاريخ الوطن عبر العصور.. وهي محصلة خبرات وأنساق نابعة من التجارب والإنجازات العظيمة خلال مسيرة الوطن.. تعتمد الأصالة والمعاصرة جنبًا إلى جنب في سبيل تحقيق نهضة جديدة في السباق العالمي نحو المدنية والنماء.
والمملكة تسير بخطا ثابتة نحو مئوية الوحدة والنهضة بعد سنوات قليلة قادمة قيادة وشعبًا؛ لتحقيق مواقع متقدمة في الخارطة العالمية بعون الله وتوفيقه.
0