«تعلو أصوات الموسيقى والأغاني الوطنية السعودية بكل فخر واعتزاز مع كل مواطني المملكة العربية السعودية احتفالا باليوم الوطني السعودي الرابع والتسعين، والذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، وهو اليوم الذي توحدت فيه المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، تحت راية التوحيد.
فالأغنية الوطنية هي تعبير عميق عن الهوية الوطنية، وترجمة صادقة لمشاعر الحب والانتماء، والولاء للوطن، وهي تشكل جزء من الذاكرة المجتمعية تنتقل جيل بعد جيل، وترافقهم في كل مناسباتهم الوطنية متضمنة قيم الوحدة، والتضامن والولاء، وحب الوطن.
لذلك يعرف أن من أوائل الأغاني الوطنية السعودية التي جسدت مشاعر الفخر والاعتزاز بالأرض، والمجد، والوطن: اغنية (صناعة المجد)، للفنان طلال مداح، وكلمات علي داود، وألحان الملحن العبقري سراج عمر، وتقول كلمتها:
صناع المجد احنا وراكم جيل ورى جيل والــــــــراية الخضـــــــــــــــــراء مرفوعة والأمن دليل
موعودة والله يا بلادي بفــــــــــــجر طويل والفجر الزاهي في عنييكِ ما يخاف الليل
ماشين اليوم احنا وبكره جيل ورى جيل
البحر المالح بيـــــــــــــــــقطر للناس الشهد والمويه الحلوه منصانه بأحضــــــــــــــــــــــــان السد
معموره أرضك يا بلادي يا اطهر أرض ماشين اليوم واحنا وبكره جيل ورى جيل
ويذكر المهتم بتاريخ الأغنية السعودية يحيى زريقان أن أول اغنية سعودية وطنية عاطفية خالدة في ذاكرة الأجيال من سنوات طويلة، وترجمة أبرز المحطات التاريخية للمملكة العربية السعودية، عرفت باسم (وطني الحبيب) للفنان طلال مداح ايضًا، وكلمات مصطفى بليله، فهذه الأغنية كانت نبراس للوطن الحقيقي، وما زلنا نسمعها ونرددها إلى اليوم جيل وراء جيل في احتفالات باليوم الوطني السعودي 94.
(وطني الحبيب) شهدت مرحلة عصر النهضة للأغنية السعودية الوطنية من تاريخ 1381ه/1960م منذ أن بثت في الإذاعة السعودية لأول مرة، وجاءت شاهدًا لبناء مؤسسات الدولة الحديثة، وهي ترجمة للمسيرة المتميزة للمملكة العربية السعودية، ويقول فيها:
روحي وما مـلـكـــــت يداي فــــــــــداهُ وطني الحبيب وهل أحب سواهُ
وطنى الذي قد عشت تحت سمائهِ وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ
منذ الطـفـولـة قد عـشــــــــــقت ربوعه إني أحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ســــهولـه ورباهُ
وطني الحبيــــــــــــــــب وأنت مـوئل عــزةٍ ومنـــــــــــــــــــــــــار إشــعــاع أضاء ســــــناهُ
في كل لمحة بارق أدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــو لــه في ظـــــــــــــــــــــــل حامٍ عـطـرت ذكـــراه
في موطني بزغــــــــــــــــــــــــــــت نجوم نبــيه والمخلصون استشـــــهدوا في حماه
فجاءت الأغنية بكلماتها العميقة لتجسد الجذور التاريخية العميقة، والفخر بالهوية السعودية، أنتجت في أحد أهم الفترات التاريخية والتي كانت تشهد فيها المملكة العربية السعودية تطورات حضارية سريعة في مختلف المجالات، وعاشت في ذاكرة الأجيال إلى اليوم لتمثل الوحدة الوطنية، والتلاحم، والحب.
• جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
