عام

أرض العظماء

كان الحديث عن مؤسس هذه الدولة المباركة يستدعي الحديث عن هذه الأرض التي انجبت العظماء عبر تاريخها الطويل ومن قبل ثلاثة قرون تقريبا وضع ال سعود بصمتهم علي ارض الجزيرة العربية وتعاقبت شخصياتهم لتدير أمور هذه البلاد بكل كفاءه وحكمه واقتدار حتى كان عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود – رحمه الله.

ان المؤرخ لا يستطيع ان يبحر في تاريخ الجزيرة العربية المعاصر دونما الحديث عن ارتباط هذه الأرض بشخصية المؤسس لان تاريخها هو تاريخه وقوتها وصلابتها مستمده من شخصيته الفريده منذ شبابه المبكر.
فلا غرابه إن نجد دولة في التاريخ الحديث ارتبطت في نشأتها وتوحيد أطرافها وتضامن أفرادها ونهضتها بملك او قائد او شخصية وثقها التاريخ مثلما ارتبط اسم الملك عبدالعزيز ال سعود – رحمه الله بشبه الجزيرة العربية ومن مجموع ما
تميز به الملك عبدالعزيز ال سعود الايمان بالله والثقة به سبحانه وتعالى والتوكل عليه والإستمساك بالعروة الوثقى ومن الهمه العالية والأخلاق السامية التي ظلت توجه سلوكه في المواقف كلها إذ يتبين لنا ان الرجل كان امه في مواهبه وخصائصه ولا نستطيع ان نتبين تلك المواهب والخصائص الا إذا تحدثنا عن سيرته
العطره واحواله وكفاحه وتعمقنا في جوانب مهمة من جوانب حياته المختلفة ونحن هنا نتحدث عنه رحمه الله كأنسان قبل كل شيء فقد كانت خصائصه ومواهبه بإعتباره انسانا عربيا مسلما كل ذلك هيئه بتوفيق من الله وفضله لتخطى كل الصعاب والمواقف التي مر بها في حياته فقد كان اميرا وسلطانا وملكا.
لقد حكم الملك عبدالعزيز أكثر من خمسين عاما ولم يكن هذا الرقم مقياسا لمدة الحكم فحسب بل كان زمناً للتوحيد والتوطين والتعليم والرقي بأطراف البلاد بعد ان كانت تتنازعها الحروب القبلية وتفرقها النزعات الطائفية وتتنازعها القوى الداخلية والخارجية.
لقد استطاع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود – رحمه الله خلال هذه الفتره النهوض بها من مجتمع بدائي بسوده الجهل والامية والتخلف المادي والفكري الى مجتمع يسوده التقدم العلمي والحضاري والتضامن المجتمعي فأصبحت الجزيرة العربية تحتل مكانه متميزه في عالمنا العربي والإسلامي بل والعالم اجمع.
لقد اهتم رحمه الله بجتمعه بقبائله المختلفة وبمواطنهم المترامية الأطراف وقرر إقامة دولة وتنظيم امورها وترسيخ الامن في ربوعها وتأمين طرق الحج وتعمير البلاد وتوطين البادية وتثبيت كيان الدولة وتحسين علاقتها مع دول الجوار عربية وإسلامية وصديقة والوقوف الى جانب القضايا العربية والإسلامية العادلة. فجعل القرآن الكريم و السنه النبوية المطهرة دستور للبلاد فأسس مجلس الشورى وأنشأ الهجر لاستقرار البادية فأقام بها المساجد ودور العلم للتوطين والتعليم وافتتاح المدارس في جميع اطراف البلاد واستقدم المعلمين لنشر العلم، فأرسل البعثات الدراسية إلى الخارج وطبع الكتب ، وعمل على تطوير وتحديث أساليب الحياه في هذه المملكة المباركة حيث انتفع بالمخترعات الحديثة.
وعندما انعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد بتدفق البترول في العام ۱۹۳۸م بدأت عجلة التطوير تسير بانتظام وثقه في النواحي التعليمية والصحية وإنشاء الطرق وعمل علي سك العملة ووضع ميزانية للدولة وبدا في تنفيذ مشروع الحرمين الشريفين فساهم في تأسيس جامعة الدول العربية 1945م وأصبحت المملكه العربية السعودية عضوا في الأمم المتحده ودعا إلى التضامن الإسلامي وجمع كلمة المسلمين .

لقد كان الأمن في الحجاز معدوماً لذلك درجت الدول الإسلامية علي إرسال الكتائب من الجند مدججه بالسلاح تصحب ركب الحجيج فالسراق يهجمون علي قوافلهم في الطريق إلى مكة والمدينة ويعظم أذاهم في أيام الموسم فلا سعر معلوم ولا مكيال واف ولا ميزان صحيح كل يفعل ما يشاء ولا يتكلم الولاه في شيء من ذلك ولم يكن عدد الحجاج يتجاوز الالفين سنويا. 
لذلك كان من اولياته اهتمام الملك المؤسس رحمه الله الامن والأمان وتحقيق وتوطيد دعائهما والاستقرار فقي ربوع مكة والمدينة والحجاز بصفه عامة حينئذ ازداد اعداد الحجيج عام ١٣٦٥ هـ ٦٥٠٠٠ حاج عدا الأهالي.
ولمن يكن التعليم قد أخذ حظه في بلاد الحرمين خاصه والجزيرة العربية عامه قبل توحيدها وقيام المملكة العربية السعودية اذ كان التعليم مختصر على المدن والقرى الرئيسة وهو عبارة عن تجمع للتلاميذ في مدارس صغيره او كتاتيب في مسجد وكان التعليم مقتصرا على تعليم القراءة والكتابة وقراءة القران الكريم، اما المناطق النائية فلم يكن لها حظا من العلم، وعندما تم توحيد البلاد وإرساء قواعد الامن والتقى ابناؤها بعضهم ببعض وحصلت تلك اللحمه الوطنية بينهم تحققت اهداف الموحد وتم القضاء على الجهل ونشر العلم بين أبناء الوطن الواحد ، فأنشئت مديرية المعارف في
١ / ١٣٤٤/٩هـ واضعاً الأسس الأولى للتعليم الحديث ومقرها مكة المكرمة.
كما اهتم بالتعليم العالي بأنشاء اول كلية في التعليم العالي وهي كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة ١٣٦٩هـ وكلية المعلمين عام ١٣٧٢هـ وكانت نواة لكلية التربية .

اهتم بتوفير الماء في مكة المكرمة فاعتنى بعين زبيده فأمر في عام ١٣٦٥هـ بتنظيف مجراها وخرزاتها ثم امر باستحداث العين الجديدة التي اطلق عليها، فيما بعد بعين العزيزية من منطقة الجموم .
وامر بنصب ساعة الحرم وكانت فوق بئر زمزم وهي الساعة الشمسية والتي عرفت بالمزوله كما انشأ ساعه اخرى على مبنى دار الحكومة بأجياد حيث نصبت عام ١٣٥٣هـ وهي أول ساعة في الحجاز وكانت ترى من مسافه طويله واستمر العطاء والبناء علي يد ابناءه من بعده حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو امير الرؤية المباركة الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله.

• مدير مركز تاريخ مكة المكرمة
دارة الملك عبدالعزيز سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى