المقالات

يوم التوحيد

يومه، يوم التوحيد أهلَّ علينا مُذكِّرًا منعشًا القلوب بالجميل من الذكريات، مالئًا إيّاها بهجة وسرورا.
يوم التوحيد هو البذرة التي امتدّتْ وعَلتْ وتفرّعتْ، حتّى أثمرتْ ما نعيشه من عجائب وروائع تفوق الخيال في كل مجال بلغته المملكة من التقدم الإقتصادي، والوعي الإجتماعي والثقافي الكبير الكبير.
مسيرتنا منذ المغفور له الملك عبدالعزيز ظلّتْ تحقق ارقاما نفتخر بها في فترة قصيرة في تاريخ الدول.

و ما تحقق في مجال الأمن واستتبابه، ساهم في الكثير من اهداف رؤية (٢٠٣٠)، وازالت العائق الرئيس امام المستثمر الأجنبي، الذي كان يتخوف من عدم استقرار عشرات من الدول، وتعيش تقلبات منتظمة من الإضطرابات، والامثلة عديدة أمام ناظرينا، ويشهد العالم بأن السعودية هي من أكثر الدول استقراراً وأمنا.

أستمر اعتمادنا على النفط في الفترة الأولى من تنميتنا الإقتصادية، وهي مرحلة إقامة التجهيزات الاساسية من طرق وكباري وموانئ، ومدارس وجامعات، حتى أصبحنا ولله الحمدجاهزون للإنطلاقة نحو التنويع الإقتصادي الحقيقي، في ظل تطوير مختلف القطاعات الإقتصادية.

وبخطواتنا التنموية المدروسة، اصبح اقتصادنا السعودي من أكبر عشرين اقتصادا عالميا، وتأهلنا لعضوية فعالة في مجموعة العشرين التي هي بمثابة مجلس إدارة الإقتصاد العالمي.

وأصبح صندوق الإستثمارات العامة من ضمن أكبر الصناديق السيادية عالمياً وأصبح شريكا في مختلف المشروعات والشركات القائمة محليا
ودوليا.

وعلى مستوى أسواق الطاقة العالمية، أصبحنا وروسيا نقود تحالفا دوليا للمنتجين لا مثيل له، واثبت فعاليته على مدار السنوات الماضية في تحقيق استقرار سوق النفط العالمية، وهو الذي يعرف ب ” اوبك +”.

ومواقفنا تجاه مختلف الموضوعات السياسية الدولية متوازنة، وتضع مصالحنا القومية على رأس اولويات هذه المواقف.

إذا وخلال الفترة الماضية منذ تاسيس وتوحيد المملكة حققنا الكثير والكثير، وأصبحنا دولة مؤثرة إقليميًا ودوليا، ناهيك تاثيرنا الإسلامي الكبير، كوننا نضم كل من مكة المكرمة مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومدينة الرسول عليه الصلاة والسلام.

موقعنا الجغرافي الإستراتيجي بين مختلف القارات أعطانا اهمية تجارية كبيرة، وأصبحنا مركزا للعديد من الشركات العالمية، نظرا لحجم السوق الاقليمي الضخم الذي يُكونه السوق السعودي والأسواق المجاورة.

ولم نركن لهذه المزايا العديدة الضخمة، بل أجرينا كما هائلا من الإصلاحات الإقتصادية، من قوانين وازالة مختلف العقبات أمام الإستثمارات المحلية والدولية، وعقدنا شراكات مع كبرى الشركات العالمية في مختلف القطاعات واكتسبنا ثقة دولية متصاعدة.

اتجهنا تدريجيا الى بناء اقتصادنا المعرفي، بتطوير التعليم، وبناء الانسان السعودي ليعود الثورة المعرفية وتوسعنا في الابتعاث للتعليم والتدريب، واكتسبنا الكثير في مجال تجارب الدول الاخرى في هذا المجال، وكونًا اعدادا كبيرة من السعوديي المبدعين في مختلف المجالات، وتغطية الفجوة التقنية التي تفصلنا عن الدول الكبرى، ودخولنا مجالات مثل الذكاء الصناعي، حتى غدونا ننافس بدلا من ان نقلد الأخرين، وأصبح لدينا علماء في مختلف المجالات، ويُستعان بهم في مختلف المنتديات الدولية.

هنالك الكثير والكثير جدا مما يمكن الحديث عنه عن نهضة مملكتنا الحبيبة منذ التأسيس، وابتعدنا عن المفاخرة بالوطن، ليقوم الآخرين طواعية، بهذه المهمة، وأمامهم الشواهد العديدة.

ولولا القيادة المتعقلة والرشيدة – بعد الله- ابتداءا من المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز، وابنائه الذين واصلوا المسيرة لما كان لنا أن نحقق كل هذا التقدم. صحيح أن إيرادات النفط ساعدتنا في ذلك، لكن كم هي الدول التي حققت مثل هذه الإيرادات بل وأكثر مقارنة بنسبة السكان ولم تتقدم الشئ الكثير
في الميزان الإقتصادي العالمي.

فهنيئاً لنا بكل ما تحقق، ويتحقق خلال الفترة القادمة، بفضل تضامن المواطن السعودي مع القيادة لتحقيق كل هذا وأكثر باذنه تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button