أثناء عودتي من الكويت يوم الخميس الماضي إلى العاصمة الحبيبة الرياض، بعد مشاركتي كمتحدث في مؤتمر الاتصال المؤسسي الاستراتيجي، كان على متن الطائرة وفد يتجاوز الخمسين مشجعًا من رابطة مشجعي النادي الأهلي المصري في الكويت، متجهين لحضور مباراة السوبر الأفريقي بين ناديي الأهلي والزمالك المصريين، والتي أقيمت أمس الجمعة في ملعب “المملكة آرينا”.
أؤمن تمامًا بأن الرياضة السعودية قد اكتسبت مكانة رائدة في المشهد الكروي القاري، ليس فقط من خلال استضافة الرياض لمباراة السوبر الأفريقي بين الناديين المصريين. وإنما هناك قصص نجاح كثيرة تثبت براعة منقطعة النظير في الاتصال بالعالم الخارجي من خلال تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
وخلال فترة زمنية وجيزة حققت السعودية إنجازات ملحوظة في هذا المجال فأصبحت وجهة رئيسية للأحداث الرياضية العالمية، ومن السوبر الإيطالي في عام ٢٠١٨ إلى السوبر الأفريقي الذي ستشهده ملاعب الرياض اليوم مروراً بالسوبر الأسباني الذي أقيم في عام ٢٠١٩ بمشاركة أربع فرق لأول مرة في تاريخ البطولة، إلى جانب إقامة بطولة “السوبر كلاسيكو” بين الأرجنتين والبرازيل في الرياض وجدة، وغيرها من الأحداث الرياضية البارزة.
لذا سنجد أنفسنا امام سطور ملحمية تُكتب في تاريخ أمتنا أبطالها رجال عاهدوا الله وشعبهم أن يرفعوا اسم بلادهم إلى عنان السماء في كل المجالات بما فيها القوة الناعمة التي شاهدنا جميعا تأثيرها الكبير والذي كنا نفتقده لفترات طويلة.
فكرة القدم اليوم تُعد اقتصادًا متكاملًا، يقوم على التسويق والإعلانات وصفقات اللاعبين ولا سيما صفقات النجوم التي جعلت الدوري السعودي حديث العالم كله بعد انتقال كبار اللاعبين إلى الأندية السعودية.
ولا ننسى أن كل هذه الجهود حتما ساهمت كثيراً في إيجاد عنصر جذب سياحي جديد للمملكة وهو سياحة الأحداث الرياضية التي جعلت الطائرات مكتظة بالمشجعين القادمين من كل البلدان لمشاهدة المهرجانات والأحداث الرياضية الكبيرة التي تحتضنها الرياض، ثم بعد ذلك يأتي من يتساءل عن جدوى تنظيم الاحداث الرياضية الكبرى في بلادنا !!!
وفي عودة إلى حديثي عن مباراة السوبر الأفريقي التي تأتي ضمن فعاليات «موسم الرياض»”، أود التأكيد على أن هذا الموسم يمثل قوة ناعمة بمستوى عالٍ من الاحترافية، يسهم في تسويق الرياض كوجهة سياحية، ويجعلها محط أنظار الزوار من مختلف العواصم والدول. حيث إن الفعاليات المتنوعة التي يقدمها الموسم تلبي جميع الأذواق، وتساهم في تحريك عجلة الاقتصاد بين مختلف القطاعات والأنشطة، مما يعزز مكانة الرياض كوجهة سياحية مميزة.
وتزخر الرياض بتنوع العديد من الأنماط السياحية التي تشکل بيئة جاذبة لعديد من السياح، حيث يوجد أنماط سياحية قائمة على الخصائص الطبيعية مثل سياحة السفاري، والسياحة الرياضية، والسياحة البيئية. وأنماط سياحية قائمة على الخصائص البشرية والتاريخية، مثل السياحة الثقافية التي تنقسم إلى سياحة ثقافية لها جانب مادى تتعلق بالمتاحف والأماكن الأثرية والمواقع التاريخية، وأخرى لها جانب معنوي وفکري مثل سياحة المهرجانات، ومعارض الكتاب، والمواسم، والمؤتمرات، والسياحة الترفيهية.
• رئيس الجمعية السعودية للإعلام السياحي.