المقالات

ماضٍ عريق وتاريخ مجيد

إن من نعم الله تعالى علينا لدوام ذكره وحُسن شكرهِ نعمة الأوطان
فهي الهوية والتاريخ والمجد والحضارة بهذه المناسبة الطيبة التي يفخر بها كل مواطن و مقيم التي تنم على التلاحم والوحدة والمحبة والإخاء تحت ظل قيادة رشيدة حانية وإن المحبة والانسجام بين القيادة والشعب من أعظم نعم الله تعالى علينا والتي يشهدها القاصي والداني ويستشعرها كل وطني أصيل والحديث عن الوطن لا يُمل ودواوينه لا تُخَل وإن من نعم الله علينا سبحانه ميزات وسمات الوطن التي هي مفخرة الحضارات وباكورة الثقافات ما تميز به القطاع القضائي السلطة الثانية وحقيقة مرت بتحديات وتحديثات قانونية عبر الحقب التاريخية مايتعلق بالتشكيل والاختصاص والولاية والتعيين وغيرها من تنوع الإجراءات وتطورها وكان من ذي قبل يعين القاضي بالتزكية دون الشهادة الجامعة في الشريعة الإسلامية وذلك بعد دراسته لمدة عشر سنوات لدى علماء نجد وإذا أثبت أهليته العلمية يرفع عبر مفتي الديار النجدية إلى مقام الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى للنظر في تعيينه قاضياً في أحد المدن أو المحافظات والمراكز ومايتبعها من هجر ولذلك لتولي أعمال القضاء في جميع الاختصاصات عدى القضايا الإدارية التي تتعلق بمخالفة الجهة التنفيذية وقد يضاف للقاض أعمال كاتب العدل والمأذون الشرعي وقد يكلف بالإمامة والخطابة والدعوة والإفتاء والإشراف على رجال الحسبة وثم فصلت هذه الاختصاصات وشكلت الأنظمة والتعليمات القضائية والإدارية صلاحية كل جهة وقد صدر عام ١٣٤٥هـ مايتعلق بتحديث الإجراءات القديمة وسن نظام ترتيب الدوائر الشرعية ومايتعلق بتشكيل المحاكم وهيئة المراقبة القضائية .

وثم صدر عام ١٣٤٧هـ تشكيل المحكمة الشرعية والمحكمة المستعجلة وتنظيم بعض مسائل الحجاج كإثبات الوفاة والتعامل مع تركات الحجاج ومتعلقاتهم وثم صدر عام ١٣٤٩هـ ما يستدعي اجتماع أعضاء المحكمة للدراسة والمداولة وثم صدر عام ١٣٥٠هـ أول قواعد لترتيب المرافعات وأورد فيه مسألة الإجازة بالوكالة لمزاولة مهنة المحاماة وكذلك مسائل الميراث وتركة الغائب وثم صدر عام ١٣٥٢هـ مايتعلق ببعض الإجراءات القضائية من التعامل مع الوثائق وقضاء الأحوال الشخصية وثم صدر عام ١٣٥٣هـ بعض التعليمات والتعاميم المنظمة لقضاء الباديه وأعمال المدعي العام ومسائل نزاعات العقار وثم صدر عام ١٣٥٤ هـ تنظيم مسائل الوقف وأحكامه وتسمية نظاره وعقبه بعام ١٣٥٥هـ صدر أول نظام خاص لتنظيم المرافعات والنظر وإدارة الجلسة وطريقة الحكم وصفته ووسم بنظام المرافعات وثم بعدها بعام١٣٥٦هـ صدر تنظيم أعمال بيع الوقف وإجراءات إثبات الوصية وبعض التعليمات المكملة في قضايا الرهن وأحكام العقوبات والديات وغيرها وثم بعدها بعام ١٣٥٧هـ صدر نظام تركيز مسؤولية القضاء الشرعي ونسخ نظام المرافعات القديم وتضمن باطنه أحكام الاختصاص والتنفيذ والوكالات وأعمال كاتب العدل وأعمال كاتب الضبط وإنشاء هيئة التدقيق ,أما ما يتعلق بقضاء المظالم:
فكان الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه تولى النظر القضائي في ذلك مباشرة للفصل به قضاء,حتى شُكل ديوان المظالم في عهد الملك سعود رحمه الله تعالى فصدر المرسوم الملكي برقم (٧/ ١٣/ ٨٧٥٩) وتاريخ ١٧/ ٩/ ١٣٧٤هـوأصبح جهة قضاء مستقلة لها رئيس وأعضاء قضائيون يسمون بأمر ملكي,وثم في عام ١٤٢١هـ صدر نظام القضاء ونظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة ونظام ديوان المظالم ونظام المرافعات أمام ديوان المظالم وهي باكورة وخلاصة للتجارب القانونية السابقة بعد مخاض قضائي وتشكل المجلس الأعلى للقضاء وحددت صلاحياته واختصاصه وسميت المحاكم المختلفة بدرجاتها محكمة التمييز والمحكمة الكبرى والمحكمة الجزئية وثم في عام ١٤٢٨هـ حُدِث نظام المرافعات الشرعية وشكلت المحاكم إلى المحكمة العامة والمحكمة الجزئية وثم في عام ١٤٣٤ هـ شكلت المحاكم مجددا وفتحت المحكمة العليا بالرياض وسميت محاكم الاستئناف بالمدن الرئيسية بدلا من محاكم التمييز وتنوعت الاختصاصات للمحكمة العامة والمحكمة الجزائية والمحكمة التجارية والمحكمة العمالية ومحكمة الأحوال الشخصية ومحكمة التنفيذ وكل هذا التنوع القانوني البديع بدعم وتوجيه من القيادة الحكيمة وفقها الله وعناية فائقة بهذا المرفق القانوني العريق الذي مرَ بعدة مراحل تطورت عبر الحقب التاريخية المنظمة حسب العادة والعرف والمصلحة المرسلة التي أولتها قيادتنا الرشيدة وفقهم الله وشكر الله لهم فضلهم وحرصهم الدؤوب على راحتنا وبذل كافة الوسع لخدمة هذا الوطن الكريم المعطاء الذي يدعم عجلة التنمية المستدامة وفق الرؤية الوطنية 2030م وهذا غيض من فيض ومقدرات ومنجزات الوطن لا تحصر في المقال والحمد لله رب العالمين.

• مختص بالقانون التجاري

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى