ارتبطت ملحمة تأسيس الدولة السعودية الثالثة بالملك عبدالعزيز آل سعود ورجاله البواسل الذين وحدوا تراب هذا الوطن ومناطقه على ظهور الخيل والجمال التي باتت أيقونة ثقافية تذكرنا بحياة البداوة التي عاشها الأجداد جيلاً بعد جيل على أرض هذا الوطن المبارك منذ قيام الدولة السعودية الأولى وحتى توحيدها على يد الملك عبدالعزيز حيث أثبتنا أنّ الصحراء قلبنا النابض، وأنّ أجسادنا معجونة بمسك بطحائها وشجاعتنا اكتسبناها من لهيب حرارتها ، وصبرنا نُسج من قمم جبالها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .
وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات والتحديات التي واجهها ملوك وأبناء المملكة العربية السعودية بسبب قساوة الصحراء التي كان عليهم أن يكيفوا أسلوب حياتهم معها من أجل البقاء. إلا أننا وخلال أربعة وتسعين عام استطاعنا بفضل الله عز وجل ثم بحكمة ملوك هذا الكيان العظيم وإرادة شعبه الوفي أن نتجاوز كل العقبات ، فهاهم الآن أبناء الصحراء أصحاب تلك الجمال والخيام؛ قد حولوا الصحراء إلى مدن عصرية تنافس كبرى مدن العالم وطرقوا أبواب كل المجالات العلمية والثقافية ودخلوا اكبر المختبرات في العالم، وأسهموا بمنجزاتهم ومخترعاتهم العلمية والطبية في تجارب تشهدها معامل ارقى الجامعات. بل أن أبناء المملكة رجالاً ونساء باتوا ينافسون رجال ونساء دول العالم المتقدمة، ويتفوقون عليهم في في مجال الابتكارات، في مختلف المسابقات العلمية والطبية ، إلا أنه ومع كل هذا التقدم وكل هذا الازدهار الحضاري فإن أبناء هذا الوطن المعطاء حكومة وشعباً ما زالوا يفتخرون أنهم أهل الصحراء، ويعتزون بهويتهم البدوية ، وقيمهم العربية رغم ما حققوه من نهضة اقتصادية وعمرانية وعلمية، وما يحتله حكامنا من مكانة قيادية للعالمين العربي والإسلامي، وما يحظون به من احترام وتقدير دولي.
وأخيرا أقول إن حاضر أي أمة هو امتداد لماضيها فلولا ماضيها لم يكن حاضرها فما بالك بدولة عظيمة مثل المملكة العربية السعودية قلب الحضارة الإسلامية والعربية ، ونموذج الدولة المعاصرة التي شهدت نهضة ثقافية وعلمية واقتصادية وسياحية ورياضية أدهشت العالم وباتت محط أنظاره.فنحن نعيش في نعم سابغة ، وأمن وأمان أصبحنا بها مضرب الأمثال على مستوى العالم وهذا يستدعي منا جميعاً شكر لله عز وجل على ما من به علينا من نعم وكذلك الولاء لقيادتنا الرشيدة والعمل الجاد والتفاني في الحفاظ على هذا الوطن الأبيّ الشامخ ونبذ كل ما يؤدي إلى الفرقة وأن يكون الاحتفال باليوم الوطني مناسبة تعود بنا إلى تاريخ الأجداد الحافل بالأمجاد ، وأن ندرك أن الأجداد كان حلمهم بأن تكون المملكة دولة رائدة متنورة وقد تحقق ذلك بفضل الله جل جلاله على مدى أربعة وتسعين عام وبإذن الله سيكتمل الحُلم عندما يكتمل عقد سنوات رؤيتنا المباركة في 2030، ليكون الحلم قد غدا حقيقة، بعزيمة ملوك هذا الكيان الشامخ ، وإرادة شعبه الوفي .
همسة قلم :
رُزِقنا بالنفط فحوّلناه إلى نعمة فرحم الله البدر الذي قال :
ما لاحد منه الله اللي عزنا ما لاحد منه