المقالات

نظرية التفكير بلغة الفريق.. هل يفتقدها القياديون داخل منشآتهم؟!

بقلم: محمد العواجي

نلاحظ في بعض الأحيان فشل كثيرٍ من المؤسسات وقطاعات الأعمال، ومنها الكيانات الإعلامية، نتيجة ضعف إنتاجها وعدم مواكبتها للتجديد والتطور، وبالتالي عدم قدرتها على المضي قدمًا نحو النجاح بلغة التقدم والتطور؛ في عالمٍ لا يعترف إلا بمن لديه القدرة على وضع نفسه في المقدمة، امتثالًا لمقولة: “البقاء للأقوى”.

تشير نظرية التفكير بلغة الفريق إلى كيفية تفاعل الأعضاء داخل منشآتهم، واستخدام اللغة كأداة للتواصل وتعزيز التعاون. تعتمد هذه النظرية على عدة مفاهيم رئيسية؛ تبدأ بالتواصل الفعّال، حيث تلعب اللغة دورًا حاسمًا في تبادل الأفكار والمعلومات. من المهم أن تكون الرسائل واضحة ومباشرة لتفادي سوء الفهم، مع تفعيل الاستماع النشط بين الأعضاء، مما يعزز الفهم المتبادل ويساعد في بناء الثقة.

تعلمنا في حياتنا أن على الجميع أن يساهموا بآرائهم ورؤاهم للمساعدة في الاندماج باستخدام لغة مشتركة؛ مع تنوع وجهات النظر لحل المشكلات بروح الفريق الواحد. فالتفكير بلغة الفريق هو عملية تفاعلية تتطلب التواصل الفعّال والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.

يتطلب تعزيز التواصل الفعّال داخل المنشآت اتباع استراتيجيات وممارسات تتمثل في التعبير عن الآراء والأفكار بطرق تسهم في تخطي العقبات ومواجهة التحديات بالعزيمة والإصرار. ولا يكون ذلك إلا بالتدريب على مهارات التواصل، عبر ورش العمل التي تنمي هذه المهارات وتسهم في تعلمها وتطبيقها. ويجب التركيز على الشفافية والصدق بين أعضاء الفريق، مما يحسن الروح الجماعية ويزيد من منسوب التعاون لتحقيق نتائج أفضل في عمر المنشأة.

يمكن قياس نجاح تطبيق نظرية التفكير بلغة الفريق من خلال معايير وأدوات تركز على استطلاعات الرأي حول مدى فعالية التواصل والتعاون في بيئة العمل، وتحليل الأداء بتحديد مؤشرات لقياس النتائج مثل الإنجازات، والمواعيد النهائية، والجودة، وتقييم المشاريع بمقارنة الأداء الفعلي مع الأهداف المحددة. إضافة إلى التقييم الذاتي عبر تنظيم الاجتماعات لتقييم الأداء الجماعي والعمليات، وتحديد النقاط القوية والضعيفة، مما يساعد في تحليل ما يعمل بشكل جيد وما يحتاج إلى تحسين داخل المنشآت.

ويتصدر تقييم الابتكار والإبداع قياس نجاح تطبيق نظرية التفكير بلغة الفريق؛ وذلك من خلال جلسات العصف الذهني، وارتباطها بمدى نجاح تنفيذ الأفكار الجديدة في تحقيق نتائج ملموسة، وتحسين المهارات الشخصية والتقنية لأعضاء الفريق. يتم ذلك من خلال تشجيع الحوار، والتعبير عن الآراء والأفكار واحترام وجهات النظر، والاستماع إلى مختلف الآراء مما يعزز الإبداع والتعاون داخل منظومة الفريق الواحد. يجب على الفريق أن يفهم بوضوح الأهداف التي يسعى لتحقيقها، مع الحرص على استخدام أدوات التواصل التكنولوجية المناسبة لتسهيل التواصل. كما ينبغي تشجيع الأعضاء على تقديم الملاحظات البناءة لبعضهم البعض، حيث تلعب هذه الأدوار في تعزيز العلاقات الشخصية بين الأعضاء، مع ضرورة التعامل مع الخلافات بشكل بناء.

محمد العواجي

كاتب صحفي - جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى