في محطة الثمانين، يتأمل القاص القدير محمد الشقحاء حياته كرحلة طويلة مرت بمحطات كثيرة، وأثرت فيها تفاصيل أحداثها الصغيرة والكبيرة. عبر محطات هذا العمر، يرى الشقحاء نفسه كشابًّ في العشرين، يحمل دفترًا بأوراق بيضاء تنتظر أن تُسطرها تجربته الطويلة.
في غروب شمس الثمانين، يستحضر مشاهدًا من حياته بين أزقة الرياض وأشجار الحي، ومع كل دقة قلم على الطاولة، يعود بذكرياته إلى حيث بدأت، ويمتزج الحاضر بالماضي في هذا الاحتفال الشخصي الهادئ، حيث الحياة تُكتب من جديد مع كل نبض.
الخاطرة..
في الأعماق تغني الصحراء
وترقص شوارع الرياض
المباني تتمايل جذلى
وأنا أحتفل بالثمانين
لا أدري كيف وصلت لهذا
العام في العمر
أتلفت حولي حسيس أوراق
الأشجار
ومآذن مساجد الحي تردد الله
أكبر الله أكبر
أجلس خلف طاولة الكتابة
في غرفة المكتبة
الساعة الرابعة والنصف عصرًا
لأمسك بالقلم لكتابة هذه
السطور
أراجعها
وأعيد صياغتها شاب في
العشرين يتذكر إنه يحمل
دفتر مازالت أوراقه المسطرة
بيضاء . .! !
10 ربيع الأخر 1446 ]