في ليلة من ليالي صندقة الحمام، لاحظ الببغاء “حمَام” يحوم في السماء نازلًا باتجاه الصندقة، ظل يراقبه حتى هبط على السطح، وإذا بالحمام الفرنسي وبصحبته حمام يقول عنه إنه “فارسي”، كان قد اصطحبه معه أثناء عودته من فرنسا، حاول الببغاء طرده من السطح قبل دخوله الصندقة، لكن الحمام الفرنسي تشفع له عند الببغاء وأخبره بأنه “ضيف”، وسيحتضنه في المحكر الخاص به.
لم يرتح الحمام لوجود الذكر الفارسي، حيث دبّ الخوف فيهم من شكله وأفكاره، فقد كان يسعى لنشر الفوضى بين الحمام في الصندقة، وهذا دفع الببغاء إلى إخبار مالك الصندقة عن الفكر المتطرف للذكر الفارسي والعلاقة المشبوهة بينه وبين الذكر الفرنسي، مؤكدًا أن الحمام لم يكن مرتاحًا لوجودهما معًا في الصندقة.
في ليلة عاتمة، دعا الذكر الفارسي، الذكر اللبناني إلى محكره، حيث تسامر الاثنان، وعرّفه على الضيف الجديد وسرعان ما أغرى الفارسي اللبناني بالفستق والزعفران الفارسي، وأنه يرى فيه قائد لهذه الصندقة، وأصبح الحمام اللبناني يتردد يوميًا على محكر الفرنسي مع الحمام الفارسي، بعيدًا عن أنظار الببغاء الذي كان يمنع التجمعات.
يومًا بعد يوم، بدأ الحمام الفارسي يأخذ وضعه في الصندقة، واستمال الحمام المؤدلج إلى أفكاره، مدعيًا أنه المرشد الذي بيده مفاتيح السماء، حيث يستطيع الحمام عن طربقه أن يخترق السماء ويصعد إلى الفضاء.
في غياب الببغاء، تآمر الذكر الفرنسي والإيراني على حمام الصندقة، بتعيين الحمام اللبناني رئيسًا لحزب الحمام المؤدلج، بعد غياب الببغاء، الذي عُلم عنه فيما بعد بأنه اغتيل بالسُم وسط الماء، بتدبير من المرشد الجديد في الصندقة، والذي وعد بالانتقام للبغاء مرددًا أمامهم «الموت للحمام الأمريكي».