المقالات

التوجه الذهني الإيجابي معول النجاح .

✍️ جمعان البشيري

في عالم مليء بالتحديات والضغوطات، بات من الواضح أن النجاح لا يعتمد فقط على القدرات والمهارات الفردية، بل يتطلب أيضًا عقلية إيجابية تؤمن بالإمكانات وتتجاوز العوائق.

يُعد التوجه الذهني الإيجابي من أهم العوامل التي تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح على مختلف الأصعدة، سواء كان ذلك في العمل، أو التعليم ، أو الحياة الشخصية، أو حتى في التفاعل الاجتماعي.

وقبل أن أستعرض فوائد التوجه الذهني الإيجابي وما ينعكس على حياة الفرد والمجتمع من حوله من نتائج مثمرة ومبهرة ناتجة عن التفكير الإيجابي ..! علينا أن نتصور معنى التوجه الذهني الإيجابي ؟!

وفي أبسط صورة ربما نتفق على إن التوجه الذهني الإيجابي هو القدرة على النظر إلى الأمور بشكل مبسط وتفاؤلي والتركيز على الحلول بدلاً من المشكلات.!

وبصورة علمية هو التفكير الإيجابي  المتفائل المنتمي لأصحاب القبعة الصفراء والبعيد كل البعد عن تفكير أصحاب القبعة السوداء – نظرية القبعات الست للتفكير – ومن هنا علينا أن نعرف أن التوجه الذهني الإيجابي هو التفكير الإيجابي مهما واجهنا من عقبات وصعوبات في ممارساتنا اليومية ..!

وهذا الأمر يتطلب تدريبًا على تجاوز الأفكار السلبية وتبني رؤية إيجابية للذات والبيئة المحيطة..!

فالأشخاص الذين يمتلكون توجهًا ذهنيًا إيجابيًا غالبًا ما يرون التحديات على أنها فرص للتعلم والنمو، ويدركون أن الفشل جزء من عملية النجاح.

وبصورة مبسطة سأسرد أهم الفوائد التي تكون نتيجة طبيعية لفوائد لتوجه الذهني الإيجابي في رأيِّ الشخصي ومنها :

*زيادة الإنتاجية: عندما يكون لديك توجه ذهني إيجابي، ستتمكن من تجاوز الضغوطات اليومية بشكل أكثر فاعليّة. فالأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من العقلية يملكون قدرة أكبر على التحفيز الذاتي، مما يساهم في زيادة إنتاجيتهم وتحقيق أهدافهم بسرعة أكبر.!

*تحسين العلاقات الاجتماعية: إذ يؤثر التوجه الذهني الإيجابي أيضًا على كيفية تفاعلك مع الآخرين. فالأشخاص الإيجابيون يتمتعون بجاذبية خاصة تجعلهم محل ثقة الآخرين، مما يسهل بناء علاقات قوية ومثمرة سواء في العمل أو الحياة الشخصية الاجتماعية .

*التغلب على الفشل: التوجه الذهني الإيجابي هو المعول الحقيقي في التغلب على الأفكار السلبية التي لا تُخلف إلاّ الفشل .! فالأشخاص الذين يملكون توجهًا ذهنيًا إيجابيًا يرون الفشل كجزء طبيعي من رحلة النجاح.! وهذا النوع من التفكير يعزز القدرة على النهوض بعد السقوط والمضي قدمًا في مواجهة التحديات.

*تعزيز الصحة النفسية والجسدية: العديد من الدراسات أثبتت أن التوجه الذهني الإيجابي يرتبط بالصحة النفسية والجسدية.! فالأشخاص الإيجابيون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، كما أن لديهم قدرة أكبر على التعامل مع الضغوطات النفسية بشكل صحي.

ومن استعراضي السابق على أهم ثمار التوجه الذهني الإيجابي سأتطرق إلى كيفية تطوير التوجه الذهني الإيجابي حسب رؤيتي الشخصية وحسب عملي في التعليم للمرحلة الثانوية وتعاملي مع عقليات مختلفة وأنماط شخصية مختلفة تختلف من طالب إلى آخر لأكثر من 28 سنة مضت توصلت إلى أننا نستطيع في حياتنا اليومية والاجتماعية والعمل ورحلة التعليم أن نطور التوجه الذهني و التفكير الإيجابي من خلال :

*تحديد الأهداف: عندما يكون لديك رؤية واضحة لما تريد تحقيقه، يصبح من السهل الحفاظ على التوجه الإيجابي؛ فالأهداف تمنحك حافزًا للعمل وتخلق شعورًا بالإنجاز عندما تحققها.

*التركيز والبحث : حاول دائمًا التركيز على الجوانب الإيجابية في كل موقف،بدلاً من التركيز على الجوانب السلبية ما لم يتحقق الهدف؛ وذلك بالبحث عن الأشياء التي يمكنك التعلم منها وتحسينها داخل قاعات الدرس .

*الإحاطة بأشخاص إيجابيين: فالبيئة المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل تفكير الفرد، والحرص على الإحاطة بأشخاص يساهمون في رفع معنوياتك وتشجيعك على الاستمرار في السعي نحو أهدافك، ويمكن ذلك بتكوين مجموعات تعاونية في أداء الأنشطة وورش العمل داخل قاعات الدرس لبث روح التعاون والتخلص من الفردية في اتخاذ القرارات .

*الاحتواء: احتواء الأشخاص السلبيين والمحاولة بدون يئس مع الأفراد السلبيين ودمجهم مع أقرانهم للانخراط في تيار أصحاب التفكير الأيجابي وتقديم كل مانستطيع لجعلهم أفراد فعّالين في المجتمع وذلك من خلال الأعمال الجماعية والتخلي عن الفردية .

*الأخرين لديهم ماليس لديك : التفكير بالاستفادة من الأفراد  من حولك فجميع الأشخاص من حولك لديهم ماليس لديك مهما وصلت من درجة في العلم ، ولعل هذا المحور أراه من اهم المحاور  في تطوير التوجه الذهني الإيجابي من خلال ما لامسته  في تعاملي مع طلاب المرحلة الثانوية، فقد وجدت في كثير من طلابي في مواقف عدة خلال أداء عملي أن منهم من لديه قدرة وتفكير إيجابي بل إبداعي أن صح القول تفوق قدراتي وخبرتي ، ولكل منهم طريقته في حل مشاكلة والتعامل معها؛ فاستفدت من تلك المواقف فائدة عظيمة لا يتسع المقام لذكرها .

*الامتنان : التعبير عن الامتنان لما تملكه من إنجازات وخبرات يعزز التفكير الإيجابي ويشعرك بالتقدير لما حولك، وبث عبارات الشكر والثناء واستخدام الألفاظ المشرقة والمحفزة التي تبث روح الحماس لدى الآخرين . 

و أخيراً .. النجاح ليس مجرد مسألة مواهب أو موارد، بل يعتمد إلى حد كبير على كيفية تفكيرنا.

فالتوجه الذهني الإيجابي هو المفتاح لتحقيق النجاح المستدام في حياتنا، بل إنه يفتح الأبواب أمام فرص جديدة، ويساعدنا على تجاوز الفشل، ويبني علاقات أقوى مع الآخرين. عندما نتحلى بالتفاؤل والإيجابية، نصبح أكثر قدرة على التكيّف مع التغيرات، ونحصل على الأدوات النفسية اللازمة لتحقيق طموحاتنا.

همسة : أوصي نفسي وبقية الزملاء في مجال التعليم ، وإيضاً أولياء الأمور بأن أبناءنا لديهم قدرات ومواهب وأفكار إبداعية نائمة تحتاج إلى من يوقظها وينشطها، ويحتاجون منا وقفه صادقة لتوجيه أذهانهم توجيهاً إيجابياً بين الحين والأخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى