لأننا شعب شيمته الوفاء والمحبة والإخلاص، ولأننا شعب يعرف كيف يصان التراب وتحفظ العهود وتحترم العقود فإننا نعرف معنى وقيمة الوطن، ومعنى وقيمة القيادة الرشيدة التي تتفانى في خدمة هذا الوطن الذي تقدست أركانه وتعالت همته وارتقت مقاصده… لأننا هذا الشعب الذي اختصه رب العزة والجلال لخدمة بيت الله الحرام والحجاج والزوار والمعتمرين، ولأننا هذا الشعب الذي اختاره الله عز وجل ليكون أمة حافظة لمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، مدافعًا عن قضايا أمته، ناشرًا رسالة السلام في العالم، فإننا لا نملك إلا أن نحمد الله كثيرًا على هباته ونعمه وعطاياه التي ننعم بها: أمنًا واستقرارًا ورخاءً.
نعجز عندما نحاول أن نعدد النعم التي أنعم الله بها علينا وعلى هذا الوطن الغالي، لكننا هنا، وفي الذكرى العاشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لابد وأن نؤكد على نعمة القيادة الرشيدة التي قادت مسيرة الوطن المباركة منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود – يرحمه الله- حتى هذا العهد الميمون، وأول ما يلفت نظرنا ونحن نستذكر ملامح تلك المسيرة أن السلف الصالح ساروا على نفس النهج القويم والمنهج الصالح الذي وضعه الملك عبد العزيز ليكون نبراسًا وشعلة ومنارة مضيئة لتلك المسيرة، دون أن يحيدوا عنه قيد أنملة، وأن السلف الصالح ممثلاً بالملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله – يرحمهم الله – أدوا الأمانة على أكمل وجه، وجعلوا التطور سنة حميدة في إدارة شؤون البلاد على صعيد الداخل والخارج، ثم جاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان ليحققا القفزة الأكبر في تطور البلاد نحو آفاق جديدة لم تعهدها بلادنا من قبل، وتم تحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي صعد بالوطن إلى مصاف الدول الكبرى دون المساس بقيمنا الخالدة المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف، كما أنه تحقق – خاصة على الصعيد الاقتصادي – بالاستناد إلى الأسس العلمية، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بقوله: ” إننا نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديّات، مما يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو تطوير يجب أن يكون مبنياً على الدراسة والأُسس العلميّة الصحيحة”، وقوله: ” إن التطوير سمة لازمة للدولة منذ أيام المؤسس – رحمه الله – وسوف يستمر التحديث وفقاً لما يشهده مجتمعنا من تقدم وبما يتفق مع ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية، ويحفظ الحقوق لكافة فئات المجتمع”.
اليوم يحق لكل مواطن سعودي أن يفخر ويباهي بسعوديته، ويباهي بمنجزات الوطن الضخمة، وعلى رأسها رؤية (2030) المتعددة الأوجه التي وصفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بقوله: ” هي خارطة طريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح”، والتي تحققت العديد من أهدافها، خاصة على صعيد زيادة الناتج الإجمالي المحلي غير النفطي بنسبة أكبر من 50%، وتمكين المرأة السعودية التي أصبحت تعمل في كافة المجالات، وخلق فرص جديدة للعمل، ورفع مستوى الاقتصاد السعودي الذي احتل مكانته ضمن أقوى 20 اقتصاد في العالم من خلال عضوية المملكة في مجموعة العشرين.
اليوم يحق للمواطن السعودي أن يفخر ويباهي بالمشاريع الضخمة التي تضمنتها الرؤية والكفيلة بنقل المملكة إلى مصاف الدول الأكثر تقدمًا في العالم وعلى رأسها نيوم، ومشروع مدينة الملك سلمان للطاقة، ومدينة محمد بن سلمان غير الربحية، وروشن، ومصنع المواد المركبة لإنتاج هياكل الطائرات، ومشروع سكاكا للطاقة الشمسية، وسندانة، وبرنامج الجينوم السعودي، ومشروع البحر الأحمر، وغيرها.
اليوم يحق للمواطن السعودي أن يفخر ويباهي بإيلاء مملكتنا الحبيبة في هذا العهد السعيد أهمية كبرى للرياضة والسياحة اللتين تعتبرا من أهم أدوات السياسة الناعمة التي باتت تشكل ركنًا أساس في السياسة الخارجية للدول الكبرى ذات الاقتصاديات الضخمة.
اليوم ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين تجديدًا للبيعة وتعزيزًا للولاء وترسيخًا للهوية وتوثيقًا للعهد وصونًا للوعد لا يسعنا إلا أن نؤكد على أننا فداءً للوطن، نفتديه بدمائنا وأرواحنا ونبني مجده بسواعد الإيمان وعزيمة الشجعان، ونشهد الله على محبتنا لقائد مسيرتنا وعنوان نهضتنا ومصدر فخرنا وعزنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز داعين الله عز وجل أن يبارك في عمره وعمله ودنياه.
0