المقالات

الوحدة والعشق ودخيل عواد !

ارتبط نادي الوحدة بمكة المكرمة بكثير من العشاق والمحبين منذ نشأته وحتّى الآن، وعلى الرغم من سوء الطالع الذي يلازم هذا النادي العريق وبالتالي قلة البطولات الرياضية إلا أن هناك جماهير مكية كانت ومازالت تهيم بكل ماهو أحمر وأبيض، وكل ما يزيدها شغفاً بالنادي المكي، ولديها الأمل كل الأمل بعودة الفريق الوحداوي الأول لكرة القدم لمنصات التتويج؛ لتردد المعزوفة الحمراء الأصيلة”وحدة ما يغلبها غلاب”، وهناك العديد من النماذج الوحداوية العاشقة وهي بلا أدنى شك كثيرة إلا أننا نتوقف قليلاً عند عاشق كان ومازال يخدم هذا الكيان الوحداوي ولأكثر من أربعين عاماً وبكل حب وغرام وتفانٍ منذ أن اعتزل لعبة كرة القدم نتيجة إصابته في منتصف التسعينات الهجرية وهو يضع يده بيد كل رئيس مجلس إدارة.. إنه العاشق الوحداوي الكبير الأستاذ دخيل بن عواد الأحمدي، ومن لايعرف هذا العاشق الوحداوي القدير من وحداويين وغير وحداويين، ومن مختلف الأندية الرياضية السعودية فهو قامة رياضية سعودية شامخة كتبت تاريخها الرياضي الناصع بكل فخر بداية من كونه لاعب كرة قدم، ومن ثمّ مدير كرة، فمشرف عام، ومن ثمّ عضو مجلس إدارة، فنائب رئيس، حتّى كلف برئاسة النادي المكي لفترة زمنية، وهو الآن رئيساً لرابطة لاعبي نادي الوحدة القدامى.

ولعل أبلغ وأقرب من يعطينا صورة واضحة متكاملة عن العاشق الوحداوي دخيل عواد بكامل تفاصيلها الكابتن محمد علي وزقر لاعب نادي الوحدة السابق حيث يقول في حديثه الجميل: “دخيل بن عواد الأحمدي هذا الرجل عاشرته لأكثر من 45 عاماً داخل النادي وخارجه، هذا الرجل الشهم، الرجل الطيب، الرجل ذو الأخلاق العالية، الرجل المتسامح، الرجل الكريم، رجل بما تعنيه الكلمة..هذا الرجل الذي بدأ بنادي الوحدة كلاعب مدافع بعد أن قدم من نادي عكاظ بالطائف، ثمّ تقلد مناصب كثيرة مع أغلب الإدارات التي مرت على النادي. عمل مدير كرة مع كثير من الأجيال الوحداوية، وجميع اللاعبين يكنون له كل تقدير واحترام لما يملكه هذا الإنسان من دماثة الخلق والأدب، ولا تعرف كمية الحب التي يحتفظون له بها، وأنا حقيقة تركت الكرة منذ أربعين عام وكان دخيل عواد مديراً للكرة وأنا في سن صغيرة آنذاك، وهو بالمناسبة لعب مع الجيل الذهبي الوحداوي الذي حقق البطولات مثل اللاعبين كريم المسفر وحسن دوش وعبر الرحمن الجعيد وسعيد لبان -رحمهم الله – ولطفي لبان -يحفظه الله – وغيرهم من ذلك الجيل، كما لعب على نهائيات كأس الملك، وكأس ولي العهد، دخيل عواد لو تكلمنا عنه كثيراً … لانستطيع أن نعطيه كل حقه، دخيل عواد بكل ما تعنيه الكلمة هو(مجموعة إنسان) فعلاً إنك مجموعة إنسان يا أبا خالد، هذا الرجل الذي أحببناه في الله وأحببنا فيه، وجميع الوحداويين يكنون له التقدير والاحترام من لاعبين وجماهير وعشاق ومن لا يعرف دخيل؟جميع الشرائح الوحداوية المكية تعرف دخيل عواد، وأطالب بتكريمه …التكريم اللائق فهو يستحق ذلك، وأكرر وأعيد هذا الرجل دخيل عواد اعتبره أخي الكبير الذي لم تلده يوماً أمي، ودعواتي للأستاذ دخيل أن يوفقه الله ويحفظه ويمده بالصحة والعافية”. ونحن نقول هنا: لا تعليق، ولاحديث آخر يقال بعد هذا الحديث الصادر من أعماق الكابتن محمد علي وزقر.

ومما يزيد هذا العاشق الوحداوي جمالاً وبهاء وأناقة مواقفه المعروفة لمعشوقه الوحيد (نادي الوحدة) فقد قام أحياناً بمفرده، وأحياناً أخرى مع رفيقي دربه الأستاذ كريم المسفر- يرحمه الله – والكابتن لطفي لبان- شافاه الله وعافاه- بالتعاقد مع عدد من المدربين للفريق الأول منهم على سبيل المثال: التعاقد مع الكباتن محسن صالح، ورضا السائح، ورأفت عطية، ومن اللاعبين برهومة السوداني، ومتوكل عبدالسلام، وخميس العبيدي، وشقرون، وبكار، وغيرهم من اللاعبين المحليين. فيما تعاقد هو شخصياً مع المدرب عادل الأطرش للفئات السنية. ونأتي للأهم وفي عمق ثنايا عشقه الكبير لكل ماهو وحداوي فبشهادة الآخرين من المحبين.. فللعاشق الوحداوي دخيل عواد وقفات إنسانية مشرفة لا تنسى مع العديد من اللاعبين إدارياً، ومادياً، ومعنوياً، وفي أعمالهم ومصالحهم، وبعضهم بإلحاقهم في مجال القطاع العسكري، وفي الجانب الاجتماعي، وفي المجمل لا يتأخر عن تقديم كل ما يمكن تقديمه. ولازلت أتذكر جيداً ذلك المدرب العربي المعروف الذي لجأ إليه وإلى بعض المحبين في ظرف إنساني بحت يتطلب مغادرته لبلده حالاً، ومن ثمّ العودة مرة أخرى. وعلى أي حال مهما كتبنا فلن نستطيع إعطاء هذا العاشق الوحداوي حقه من الحروف والكلمات والجمل فهو يحتاج إلى الكثير والكثير من الوصف المستحق، ولكن اختصاراً نستطيع القول وبكل وفاء وحب وتقدير: لقد “كفيت ووفيت” يا أبا خالد.

خاتمة:
إن من الجميل أن تجتمع في إنسان ما صفات من الجمال والوفاء والمحبة والتسامح والقدرة وحسن الخلق، وحينما تبحث عن هذا الإنسان في محيط كبير يعج بالكثير من الناس صغاراً وكباراً، وتكون الأنظار متجهة نحوه إما بالاحترام والتقدير، وإما الأمل في تقديم بعض يد العون والمساعدة؛ لعثرة عابرة، أو لضائقة عارضة.. فتجد من يقف معك وبكل ما يستطيع، ومعها ذلك الإحساس الصادق، والابتسامة الجميلة، والوقفة المأمولة فأعرف أن واحد من هؤلاء الناس، بل قد يكون من القلائل هو العاشق الوحداوي دخيل عواد فجزاه الله خيراً. فكل الرجاء أن يأخذ هذا الرجل العاشق حقه من التكريم الذي يليق به من المجتمع المكي، وخاصة المجتمع الوحداوي، وأن لا نكون (مجتمع دفّان) كما يقول أديبنا الراحل الأستاذ محمد حسين زيدان -رحمه الله- وكل الدعوات المخلصة للأستاذ الفاضل دخيل بن عواد الأحمدي بالتوفيق والسداد والسعادة الغامرة في حياته المديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى