اقتصاد

هدر الطعام وتلفه… مؤشرات شبح الجوع

كمال إدريس- ما تزال نسب الهدر في الطعام أو تلفه تسجل أرقاما متصاعدة، حيث تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن نحو 13% من الغذاء العالمي يُفقد كل عام من المزرعة وحتى قبل بيعه. ويؤثر فقدان الغذاء على انعدام الأمن الغذائي العالمي وتوافر الغذاء، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع تكاليف الغذاء وزيادة حاجة الفقراء لما يقيم أودهم.

في الوقت نفسه، يؤدي انبعاث الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي إلى تفاقم أزمة تغير المناخ، على سبيل المثال، عندما يتحلل الغذاء في مكبات النفايات وينتج غاز الميثان. نهاية الشهر الماضي خصصته منظمة الأمم المتحدة للتوعية بفقدان الغذاء عبر الهدر أو تلفه قبل الاستخدام.

تصنف الأمم المتحدة هدر الطعام وفقدانه بشكل منفصل. فبينما يركز فقدان الطعام على الطعام الذي فسد في مرحلة ما على طول سلسلة التوريد – على سبيل المثال، أثناء الحصاد أو التخزين أو النقل أو المعالجة الأولية – فإن هدر الطعام هو الطعام الذي ألقته الأسر وتجار التجزئة.

قد قُدِّر إجمالي فقدان الطعام وهدره على مستوى العالم بنحو 1.3 مليار طن من الطعام في عام 2011، وهو ما يمثل ثلث إجمالي الغذاء المنتج تقريبًا. ووفقًا لمقال نشرته مجلة نيتشر، فإن أعلى حصص فقدان الطعام وهدره هي من الفاكهة والخضروات، تليها الأسماك والمأكولات البحرية.

وتم تصنيف غرب أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وجنوب أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والدول الجزرية الصغيرة النامية كمناطق تشهد أعلى نسبة من خسائر الغذاء على مستوى العالم. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن خسائر الغذاء تكون أكبر عموماً في البلدان النامية بسبب القيود الهيكلية، على سبيل المثال، في مراحل الحصاد والتخزين والنقل. وتقع أوروبا الشرقية وميكرونيزيا في الطرف الآخر من الطيف، حيث تبلغ خسائر الغذاء 5% و7.34% على التوالي. أما أميركا الشمالية فهي أقل قليلاً من المتوسط ​​العالمي، حيث تبلغ 11.72%.

من جهة أخرى أوضحت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” بمناسبة يوم الغذاء العالمي -الذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام- أن شخصًا من بين كل 11 شخصًا في العالم، أي 733 مليون شخص، يعاني من الجوع بسبب الصراعات والصدمات المناخية والركود الاقتصادي، وأن أكثر من 2,8 مليار شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي. كما يعاني 148 مليون طفل دون سن الخامسة من التقدم وقصر القامة، و 45 مليون طفل يعاني من الهزال، بينما يعاني 890 مليون بالغ من السمنة.
وسلطت منظمة “الفاو” الضوء على أهمية الحق في الغذاء، وقدرة كل شخص على الحصول على الطعام الكافي أو الوسائل اللازمة لشرائه.
ودعت “الفاو” الحكومات إلى دمج الحق في الغذاء في سياسات أنظمتها الزراعية، وضمان المساواة بالوصول للغذاء خاصة للفئات السكانية الضعيفة.
كما دعت إلى تعزيز التعاون الدولي لضمان وصول الغذاء الآمن والمساعدات الإنسانية للمحتاجين، وإنشاء بيئة مواتية لحماية واحترام الحق في الغذاء الكافي، وتوفير شبكات الأمان لغير القادرين على تغذية أنفسهم، وتوزيع المساعدات الغذائية المنقذة للحياة في حالات الطوارئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com