منذ عام 1999، وتحديدًا في شهر يناير، تم إنتاج فيلم الرعب الأمريكي “فيروس” (Virus) كضرب من الخيال العلمي الذي يحاكي أحداثًا عالمية توضح نهاية العالم. ركز هذا الفيلم على التنبؤ بظهور وباء مشابه لكورونا وتعطل الحياة البشرية بسببه، وهذا ما شهدته البشرية عند ظهور الفيروس. تبعًا لذلك، أصبحت توجهات إنتاج الأفلام التي تصور نهاية العالم تتوالى بشكل متزايد. في السنوات الأخيرة، ظهرت موجة سباق لإنتاج أفلام تجسد نهاية العالم وأحداثًا غامضة تسبق يوم القيامة.
اعتمدت هذه الأفلام على النقل من كتب ومخطوطات وتنبؤات قديمة، ذكرت بعض الأحداث ووصفت جوانب من تفاصيلها. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت دعايات مكثفة لأفلام ستنتج في عام 2025 عن يأجوج ومأجوج، المهدي، المسيح الدجال، وغيرها من علامات يوم القيامة.
في الحقيقة، يؤكد هذا الإنتاج السينمائي جهل وضلالة صانعي هذه الأفلام واستعجالهم للساعة، وسعيهم لإحداث الدمار في العالم، مصداقًا لقوله تعالى: “يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ”.
المتأمل في محتويات هذه الأفلام يجد جملة من التناقضات والتخبط في سيناريوهات الأحداث والتخيلات المرعبة التي تكتنفها، وذلك نتيجة اعتمادها على مصادر معلومات معتلة. بحسب تلك المحتويات، يسعى منتجو هذه الأفلام لفصل الساعة عن ربوبية الخالق جل وعلا، ومحاولة ادعاء ملكية تسيير هذه الأحداث لأشخاص معينين، وهو ما يعارض حقائق وثوابت الدين الإسلامي وما ورد في القرآن والسنة من آيات وأحاديث حول الساعة وعلاماتها. لا شك أن موضوع نهاية العالم والأحداث المتعلقة به قد تم حسمه بآيات واضحة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.
لذلك، يجب على كل مسلم أن يؤمن بالغيب، ويدع التصورات الخاطئة والتنبؤات الغامضة التي تحتويها تلك الأفلام، من تضاربات وأفكار غير صحيحة. فالساعة من أمر الله الذي لم يطلع عليه أحد من خلقه، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، لأن ذلك اليقين يعد ركنًا هامًا من أركان الإيمان المطلوبة من العبد المسلم.