المقالات

لعلَّ لهُ عُذراً وأنتَ تلومُ!!

لمؤسس علم النفس التحليلي السويسري الأستاذ في جامعة زيورخ “كارل غوستاف يونغ”، مقولة مشهورة حول سوء الفهم والحكم على الأشخاص بالنوايا، يقول فيها:” لقد عانيت بما فيه الكفاية من سوء الفهم، ومن العزلة التي يقع فيها المرء عندما يقول شيئاً ولا يفهمه الناس من حوله”.
فقد يكون الإنسان له عذر ونحن نلوم، عبارة يجب أن نستحضرها دوماُ في تعاملاتنا مع الغير؛ يجب أن ندرك أن لكل إنسان ظروفه الخاصة التي لا نعلمها، وتفاصيله التي لا يحكي عنها؛ وفي نفس السياق أقتبس التالي:
سأل المعلم تلميذاً له في الصف الأول الابتدائي: لو أعطيت تفاحة، وتفاحة، وتفاحة، فكم يصبح لديك من التفاح؟ فأجاب التلميذ بكل ثقة: أربع تفاحات!!
كرر المعلم السؤال نفسه ظناً منه أن الطفل لم يسمعه جيداً!
فكر الطفل قليلاً وأعاد الحساب على يديه الصغيرتين أكثر من مرة! باحثاً عن إجابة أخرى! ولكنه لم يجد سوى نفس الإجابة!!
فأجاب ولكن بتردد هذه المرة أربع تفاحات!!
عندها ظهر الإحباط على وجه المعلم، ولكنه لم ييأس فسأله هذه المرة عن البرتقال! فقال لطالبه لو أعطيتك برتقالة، وبرتقالة، وبرتقالة، فكم يصبح عدد البرتقالات معك؟
هنا أجاب الطفل قائلاً: ثلاث برتقالات.. فتشجع المعلم وسأله مجدداً عن التفاحات فأجاب التلميذ: أربع تفاحات!
عندها صرخ المعلم بوجه الطالب قائلاً: قل لي ما الفرق؟
فأجاب الطفل بصوت الخائف: لأنني أحمل تفاحة معي في الحقيبة يا استاذي!!
من هنا علينا جميعاً أن نفهم الأخرين قبل الحكم عليهم مسبقاً!! وأن ننظر للأمور من زاوية أخرى!! حتى نتمكن من رؤية الحقيقة كاملة! حتى لا نحرج أحداً من الناس! ثم نندم بعد ذلك؟ حيث لا ينفع الندم.
وصدق الشاعر “صريع الغواني” حين قال:
لعلَّ لهُ عُذراً وأنتَ تلومُ…وكم لائمُ وهوَ مُليمُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى