في زيارة للداعم الهلالي الأول سمو الأمير الوليد بن طلال لمتحف نادي الهلال يوم الجمعة الماضي بمناسبة ذكرى تأسيس النادي ل(67) عام زرقاء وتحديداً في 16 أكتوبر 1957م على يد الراحل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -يرحمه الله- وسط بطولات محلية، وخليجية، وعربية، وآسيوية وصولاً لوصيف بطل كأس العالم للأندية وهو إنجاز سعودي غير مسبوق بفضل الله تعالى في ظل منظومة عمل متكاملة من خلال عمل مؤسساتي مستمر. والجميل في هذه الزيارة الفخر الكبير الذي شعر به الجميع بما فيهم سمو الأمير من تاريخ هذا النادي العريق، ومشاهدة بعض المعروضات الهلالية والتي تنم عن قصة عظيمة بدأت منذ عقود عديدة مضت تحكي الحلم الأزرق الجميل بدءاً من أول رئيس سابق هلالي حتّى الرئيس الحالي الشاب الخلوق فهد بن نافل. ومن هذه المعروضات المشاهدة القميص الأزرق وفي العام الثاني من التأسيس الذي لفت انتباه الأمير الوليد كثيراً، ومروراً بكؤوس بطولات كروية غالية، ومن ثمّ التوقف عند بطولة 2019م وهو ما أسماه الإزعاج الكبير؛ لدلالته على الحدث العظيم بحصول فريق الهلال الأول لكرة القدم على دوري أبطال آسيا 2019م.
وحين يذكر الحديث عن المتاحف الرياضية بصفة عامة في المملكة العربية السعودية وعلى قلتها إلا أننا نتوقف كثيراً عند متحف رائع لم يأخذ حتّى الآن حقه الإعلامي المستحق على الرغم من وفرة الموجودات التاريخية الأصلية وجودتها وهو المتحف الأزرق لمؤسسه العاشق الهلالي عبدالله العجيري فعند زيارة أي ضيف سوف يُدهش ومنذ الوهلة الأولى من معروضات قديمة، وبعضها نادر فقد بذل فيه مالكه الجهد الكبير بالبحث المتواصل والمتعب عن المقتنيات الهلالية الأصلية فقط في مختلف الأماكن وبعيداً عن التزييف، أو الصناعة المقلدة. فقد أدهشني شخصياً ما رأيته من معروضات كثيرة ونادرة كتيشيرت بطولة الدوري لعام 77 م، وتيشيرت بطولة الدوري لعام 79 م، وتذاكر أول 3 بطولات بتاريخ الهلال، وتذكرة أول بطولة خارجية حققها الهلال عام 1986م، وتوثيق لجميع بطولات الهلال الـ 70 في الصحف والمجلات، ومباريات الهلال من عام 77 م إلى عام 2024 م، وأفلام وثائقية لنجوم الهلال، وميدالية كأس المؤسس عام 2000 م، وميدالية أول بطولة دوري 1977م، وميدالية ثاني بطولة كاس الملك عام 1965م، وميدالية أول بطولة خارجية خليجية عام 1986م، وميدالية أول بطولة آسيوية عام 1991م، وميدالية كاس ولي العهد عام 1995م، وغيرها من الأشياء الجميلة والنادرة.
إن من المأمول من رئيس مجلس إدارة شركة نادي الهلال الأستاذ القدير فهد بن نافل الاستفادة الكبيرة من المتحف الأزرق بالتعاون مع مالكه الأستاذ عبدالله العجيري في حال وجود تنظيم فعاليات جديدة للنادي تحكي قصة الفريق الأول لكرة القدم وإنجازاته المتتالية وخاصة أن المعروضات في المتحف من المقتنيات الأصلية ومنها على سبيل المثال ما ذكر سابقاً من: تيشيرت بطولة الدوري لعام 77م وهذا مجرد مثال فقط على موجودات المتحف المتميز، وفي الوقت نفسه ضمانة من عدم الوقوع في التزييف فالعبث من الممكن وبسهولة حصوله بوجود منتوجات رياضية مقلدة تُعرض وكأنها تعود لفترة زمنية قديمة وهي في واقع الأمر جديدة، كما أن صاحب المتحف العجيري له مشاركات سابقة من خلال المشاركة في موسم الرياض عام 2022م في المتحفين المصاحبين لمسرحية الفيلسوف يوسف الثنيان وبطلب مباشر من الكابتن يوسف عبر شركة صلة، ومسرحية السهم الملتهب ماجد عبدالله، وأيضاً المشاركة في موسم الرياض عام 2023م في متحف الأساطير في القسم الخاص بالمنتخب السعودي، كل ما نرجوه هو المزيد من التميز في متحف النادي عبر مقتنيات أصلية وأصيلة كأصالة نادي الهلال، فمن المؤكد أن مجلس الإدارة حريص كل الحرص على إظهار متحف النادي بالمظهر المشرف واللائق أمام زواره.