المقالات

نصيحة للحمار والفيل

بحسب قراءتي المتواضعة، وبحكم تخصصي في الإعلام الدولي لأكثر من ثلاثين عامًا، أرى أن الحسم للفوز بكرسي البيت الأبيض الذي يتنافس عليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي لا يعتمد بشكل أساسي على الولايات المتأرجحة، بل على قوة الدعاية في الرمق الأخير من السباق. فكما تحتاج الخيول إلى جهد أكبر عندما تقترب من خط النهاية للفوز، ينطبق الحال على الحزبين المتنافسين.

إذا كان الحمار (الحزب الديمقراطي) يريد الفوز، فعليه أن يستغل مكامن قوته ويهاجم الفيل (الحزب الجمهوري) في مصدر قوته، أي في “خرطومه”. بمعنى آخر، يجب أن يكثف دعايته حول نقاط قوة ترامب الدعائية، خاصة في قضايا الهجرة والوعود الاقتصادية التي قدمها للأثرياء دون الطبقات الأخرى. كما يجب التركيز على شخصيته الديكتاتورية والطريقة التي سيحكم بها أكبر دولة في العالم. صحيح أن حملة كامالا هاريس قد استخدمت هذه النقاط، لكن زيادة الوتيرة بشكل مضاعف ستمكن هاريس من الفوز وقص شريط النهاية.

أما بالنسبة للفيل (الحزب الجمهوري)، فعليه أن يستغل “خرطومه” بشكل أكبر، أي أن يلتف حول عنق الحمار ويحاصره بدعاية قوية. يجب أن يركز الجمهوريون على عدم أهلية هاريس للمنصب، ليس بسبب أنوثتها، ولكن بسبب ضعفها في اتخاذ القرارات المصيرية. يجب أيضًا التأكيد على أن بايدن وأوباما هما من سيحكمان بالنيابة عنها. هذه الدعاية استخدمت بالفعل من قبل حملة ترامب، لكن مضاعفة الجهد في اللحظات الأخيرة للوصول إلى خط النهاية مهم لكلا الحزبين.

وفي النهاية، يبقى الإعلام ومهارة استخدامه في الوقت المناسب هو سيد الموقف. والنصيحة الأخرى للفائز منهما هي أن يجعل الشرق الأوسط أولوية قصوى، وأول ملف يباشر فيه الرئيس الجديد. فالشرق الأوسط هو مركز العالم الديني والاقتصادي، وأي عبث فيه سيؤثر على العالم بأسره ويخل بموازينه.

أخيرًا، في تقديري، الفيل سيهزم الحمار.

* أستاذ الإعلام الدولي

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى