المقالات

أبناؤنا بين التقزم والسمنة

ذات يوم، كنت مستمتعًا بمشاهدة قناة «ذكريات»، وهي قناة تعيدك للماضي الجميل بكل تفاصيله، من مسلسلات بدوية كنا نعشقها مثل *حزم الماضي* أو فوازير رمضان وأطفال المدينة، مسابقات رمضان للكبار، والحلقات المهمة جدًا لنا جميعًا، مثل المصارعة الحرة وغيرها من ذكريات الماضي الأصيل.

من أوجد تلك القناة عرف جيدًا أننا نتوق دائمًا إلى ذكرياتنا القديمة، حتى في أشعارنا. لا أعلم، هل لأننا لا نستطيع الاستمتاع بفرحة اللحظة الراهنة أم لأننا نجمع بين الماضي والحاضر؟
كل ما قلته سابقًا ظهر مني بعفوية، لا أعلم لماذا، ولكن سأعود لصلب الموضوع.

عندما كنت أشاهد تلك القناة الجميلة، أعادوا لقطات من مباراة قديمة بين فريقي الهلال والنصر، وأتت لقطات على الجمهور الغفير. لفت انتباهي شيئان افتقدتهما كثيرًا في حاضرنا:
أولهما هو ظهور أغلب الجمهور بالزي السعودي (الشماغ والثوب)، وكأنهم حاضرين لدعوة رسمية، في منظر مهيب ورائع.
الأمر الثاني الذي لفت انتباهي هو قاماتهم الطويلة وأجسامهم الممشوقة؛ لم أشاهد عليهم مظاهر قصر القامة أو البدانة!
هذا الأمر بالذات جعلني أقارن بينهم وبين الجيل الحاضر. أليسوا أولئك آباءً أو أجدادًا لهذا الجيل؟ ماذا حدث؟ كيف تغيرت الأجسام من تلك ذات الأطوال الفارعة والأجسام الممشوقة إلى ما نشاهده اليوم من قصر القامة والأجسام البدينة؟ هل الأكل تغير؟ أم العادات الصحية اليومية تغيرت؟ أم هي ضريبة للحضارة والتمدن؟

عندما أشاهد طالبًا في الصف الثاني الابتدائي لا يستطيع حمل حقيبته لأن جسمه يشبه جسم طفل في الروضة، أعلم أن هناك خللًا. وتعود بي الصورة الذهنية لتلك المشاهد من أولئك الجمهور.
هناك بالفعل خلل يجب على الوزارات المعنية الانتباه له، لأننا بكل صراحة إذا تُرك الأمر على وضعه الحالي، سينتج لنا جيلًا جديدًا إما (سنافر) أو (بطاريق).

فهد المانعه

ماجستير توجيه وإرشاد نفسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى