** تقدم إلى المنبر تحيطه الأضواء وفلاشات وسائل الاتصال لتنقل ما سيقول، بدأ بتحية راعي الحفل (سعادة معالي)! ثم استطرد في سطحية ظاهرة، ولغة خشبية قتلت ما بعدها، كل ذلك ومتابعو البث مستمرون في التفاعل والإشادة بما قال وما سيقول قبل أن يكمل الخواء!
** البحث عن الشهرة والمخدوعون بأصحابها، تضع البعض في مثل هذا الموقف، والسطحية التي تروج لها وسائل التواصل وما يتبع البث من إشادات تعظّم التفاهة لتصنع منها شيئا، وتجعل أصحابها يستمرون في شخصيات كارتونية وكأنهم أتوا بالمعجزات، وقد قال أحدهم: “نُقدَّم في المناسبات والاحتفالات وليس عندنا شيء نقوله”، هذا مثال حي لمن خدمه الحظ نحو شهرة مزعومة، ولكنه صدق مع نفسه، في حين يكابر غيره وكأنه (سحبان وائل) الزمان.
** يقول مالك بن نبي: “لَكم رأينا أناسا يتصدرون الحياة العامة فيتناولون الأشياء لمجرد التفاصح والتشدق بها، لا لدفعها ناشطة إلى مجال العمل، فكلامهم في هذا ليس إلا ضربا من الكلام مجرد من أي طاقة اجتماعية”، وأين ستكون الطاقة في تفاصح لا يتجاوز تحصيل حاصل، وتكرار عبارات محفوظة لا تضيف جديدا، ولا تقدم فائدة، فقد
“تعبوا وما أغنوا، ونصبوا وما أجروا، وحاموا وما وردوا، وغنوا وما أطربوا”
** الأمر أيضا ينسحب على تلك الهالة التي تحيط بعض المستشعرين الذين يجدون الإشادات الواسعة لمجرد أبيات مهلهلة خالية من روح الشعر، وقل ذلك للتطبيل والثناء الأجوف لمجرد كلام عابر لأحدهم، فهي التفاهة ولا شيء غيرها، وتعظيمها نتيجة طبيعية لحالة السطحية التي تروج لها وسائل التواصل! وغير بعيد تلك المؤسسات التي تقيم المسابقات وتنظم الجوائز الوهمية وتدعو لها مفلسين ليس لديهم ما يمكن تقديمه!
** أخيرا: قيل لعبدالملك بن مروان: عجل عليك الشيب يا أمير، فقال: “شيبتني المنابر وخوف اللحن”.