ابن طعمه هو إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج ابن طعمة، شاعر وأديب له عدة مؤلفات منشورة في لبنان والمهجر، ولد عام 1903م بقرنة الحمراء بلبنان، وتخرج من مدرسة الحكمة في بيروت وهاجر إلى أمريكا الجنوبية 1908م وأصدر جريدة الحمراء الأسبوعية في ريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 1913م وهو في عمر العاشرة، التي استمرت في النشر لمدة عامين، وكنّى نفسه بأبو الفضل الوليد، توفي سنة 1947م.
له قصيدة غزل شهيرة جاء في مطلعها:
أعلى الخدودِ الوردُ والتفَّاحُ
ومن العيونِ أسنَّةٌ وصفاحُ
لا تطمعَنَّ بجنَّةٍ مَحميَّةٍ
في بابها السَّيَّافُ والرَّمَّاح
وهنا يوصف ابن طعمه الخد بالورد كنيّةً عن لونه الأحمر وبالتفاح كنيّة عن امتلائه ودورانه تغزلاً، وهي صفتان من صفات جمال الخد؛ حيث إن الخد إذ احمرّ كان ذلك نسبةً لزيادة التدفق الدموي في الوجنتين مشيراً إلى صحيّة الجسم وشبابه، وينسب امتلاء الخدين إلى كفاية الجسم من الغذاء ودلالة على صحة الجسد ككل.
فنجد أن الغزل الوصفي يضع مثل هذه المعايير الجمالية في الواجهة، حيث إن الجمال في الأصل موصوف فردي ولكل فرد منّا ما يروق له منه. وهو طبيعة بشرية مرتبطة بالاصطفاء الطبيعي أو ما يعرف بالـ (Natural Selection)؛ كما يشير لذلك عالم الأحياء د. ريتشارد برام من جامعة هارفرد في كتابه “تطور الجمال” أو (The Evolution of Beauty)، فاختيار الفرد منّا لخليله في أصله مرتبط بجملة من السمات الجمالية الخارجية التي تتيح لما يعرف بالإعجاب أو الانجذاب الأولي على الأقل، وتبنى هذه أساساً على السمات التي تدل – من منظور التطور البشري – على القدرة على بناء العشّ والإنجاب للمرأة وتوفير المعيشة والصحة والقوة عند الرجل.
إلا أن احمرار الخد أو امتلاءه قد لا يكون دوماً دلالة على الجمال؛ فقد يكون أحياناً دليلا على المرض أيضاً. فمرض الذئبة، وهو مرض مناعي يصيب عدة أعضاء في الجسم من ضمنها الوجه، يترك احمرارا على منتصف الوجه والخدين وكأن فراشة حمراء قد وضعت نفسها على أنف المريض!
وامتلاء الخد – غير الطبيعي – قد يشير للسمنة المفرطة، أو ما يعرف بمتلازمة “وجه القمر” التي تصيب أولئك الذين يتناولون جرعات علاجية عالية من مثبطات المناعة الكورتيزونية!
فلا تصدق كل ما سطرهُ ابن طعمه، حتى إن كان الخد محمراً كالورد وممتلأً كالتفاح!
0