وردنا خبر صدور الأمر الملكي الكريم بتكوين مجلس الشورى في دورته التاسعة لمدة أربع سنوات هجرية، ابتداءً من 3 ربيع الأول 1446هـ الموافق 6 سبتمبر 2024، برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ -حفظه الله-. فنبارك له ولجميع الأعضاء هذه الثقة الملكية التي منحها لهم ملك الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-. ولا ننسى شكر الأعضاء السابقين على ما قدموه من جهود خلال فترة عملهم في الدورة السابقة.
تم إنشاء مجلس الشورى السعودي عام 1343هـ / 1924م، ويُعد أحد المجالس المهمة في مملكتنا الحبيبة، حيث يهدف إلى إتاحة الفرصة للمواطنين من مختلف مناطق الدولة ومن تخصصات مختلفة في إدارة سياسات وطنهم، والتخطيط لها، ومتابعة أداء مؤسساتها. بالإضافة إلى أن مجلس الشورى يساهم في تنوع الآراء، والحرية في الطرح، والتفاعل مع الموضوعات المتصلة بالأمة والمجتمع، بما يحقق المصلحة العليا للوطن والمواطن.
حين وردني الخبر واستعرضت أسماء الأعضاء للدورة التاسعة، شعرت بسعادة عارمة، حيث إنها حسب علمي المرة الأولى التي يتم فيها إضافة عضوتين تخصصهما تمريض، وهما خريجتان من جامعة الملك عبدالعزيز. حين أدركت ذلك، قلت لنفسي: “لما لا، إنه الزمن الذهبي للتمريض في مملكتنا الحبيبة”. نعم، هذه هي النتيجة التي نشعر بها من تمكين لمهنة التمريض من خلال مؤشرات متعددة، فكل يوم يتأكد حرص الدولة على مهنة التمريض وتسخير كل الإمكانيات لتطويرها ودفعها نحو الريادة والقيادة. ويعد إشراك عضوتين في المجلس من تخصص التمريض تأكيدًا على هذا الاهتمام الكبير.
وقد شدني الاختيار للعضوتين من تخصص التمريض، وكلاهما من جيل مختلف، والأهم من ذلك أن يجمعهما الشغف بحب الوطن ومهنة التمريض حتى النخاع. أولاهما هي سعادة الدكتورة تقوى بنت يوسف عمر، خريجة بكالوريوس التمريض من جامعة الملك عبدالعزيز (الدفعة التاسعة). حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة جورج مايسون بالولايات المتحدة، وتقلدت عدة مناصب منها عميدة كلية التمريض بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بجدة، ورئيسة لجنة الاختبارات للتصنيف لمهنة التمريض (SNLE) بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية. وتتقلد منصب المدير التنفيذي المشارك لإدارة التمريض بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، كما أنها نائبة لرئيس الجمعية العلمية السعودية للتمريض تحت مظلة جامعة الملك عبدالعزيز. هي معروفة بقوة شخصيتها وقيادتها وحكمتها وشغفها بمهنة التمريض. من يقابلها أو يعمل معها يعلم أنه سيجابه قوة في العلم والمعرفة في مجال تخصصها، وروحًا محبة للأخوة والصداقة. وليست بالعضو السهل على طاولة الحوار، لما تتمتع به من قوة حجج وطرح منطقي.
لي مع الدكتورة تقوى مواقف ووقفات، وقد يصعب سردها في مقالة واحدة، ولكن أقربها وأكثرها تأثيرًا في قلبي هو رحلتنا للعمل معًا إلى الرياض. وبعد انتهاء العمل، وخلال تواجدنا في المطار انتظارًا للرحلة للعودة إلى جدة، كانت حريصة على تقديم محاضرة للجمعية العلمية السعودية للتمريض رغم اليوم الطويل والشاق من العمل. وعندما انتهت من المحاضرة، سألتها لماذا لم تؤجلها للتيسير على نفسها، فكان ردها: “ولماذا التأجيل وهناك إمكانية لعقدها في موعدها؟”. فما كان مني إلا أن قلت لها: “فخورة بك، أتعبتِ من بعدك”، وأكدت على حرصها على المساهمة في الجمعية من خلال العمل التطوعي الذي يهدف لدعم كوادر التمريض حيثما وُجدنا.
أما العضوة الأخرى فهي سعادة الدكتورة معيضة الغامدي، خريجة بكالوريوس التمريض من جامعة الملك عبدالعزيز (الدفعة الثالثة والعشرون). حصلت على درجة الماجستير في التمريض من جامعة الملك سعود بالرياض، ثم نالت درجة الدكتوراه في التمريض من خلال الابتعاث إلى جامعة تكساس مركز العلوم الصحية في هيوستن، الولايات المتحدة الأمريكية. لديها العديد من الخبرات، بداية من عملها كأخصائية تمريض في قسم الجراحة بمستشفى القوات المسلحة الشمالية الغربية بتبوك، وصولًا إلى توليها منصب عميدة كلية التمريض بجامعة تبوك. معروف عنها الكياسة والرقي في التعامل، واللين في الطرح والنقاش. تعرفت على الدكتورة معيضة من خلال لجنة عمداء كليات التمريض بالمملكة، وجمعتني بها عدة لقاءات عمل، وتعاون خارج العمل، وكانت تمتاز بالود والتعاون مع الجميع، ولديها سمة الاستماع والإنصات العالية.
هناك عدة موضوعات وتحديات تواجه مهنة التمريض، مثل اقتراح رفع الرواتب والبدلات والحوافز، ودراسة جدوى الشفتات بنظام 12 ساعة، وطلب إعادة رفع مكافأة الامتياز، وغيرها من التحديات المتعلقة بالمهنة التي قد تكون على طاولة الحوار في مجلس الشورى حسب ما يرونه مناسبًا، لتساهم -بإذن الله- في زيادة توطين مهنة التمريض بكوادر وسواعد أبناء وبنات الوطن. دعواتنا لجميع الأعضاء في المجلس بالتوفيق والسداد، وأن يعينهم على أداء العمل لكل ما فيه صالح الوطن والمواطن.
• جامعة الملك عبدالعزيز