المقالات

الإعلام .. أثر لا أرقام

يعكف الشباب والشابات الطامحون للدخول في المسارات الإعلامية عدة سنوات خلال مراحلهم التعليمية – مرحلة البكالوريوس – في أقسام وكليات الإعلام والاتصال، حيث ينعمون بفرص للتأسيس والتعليم والتدريب في المجال الإعلامي وفق مناهج أكاديمية تُستقى من مختصين لا تقل درجاتهم العلمية عن دكتور أو محاضر أو معيد في ذات المجال.

وهناك من امتهن الإعلام وخاض في أروقة الصحف والميادين الصحفية، وبذل جهدًا في بناء المادة الصحفية والعمل على نشرها بعد مراجعتها وتدقيقها والموافقة عليها، وتباهى بالصفحة الأولى والعناوين المميزة والجذابة، فهم ذوو أقلام مميزة دائمًا.

واليوم نستقبل فئة شابة تظهر من خلال حسابات رقمية شخصية، لتنقل لنا الحدث بجميع تفاصيله، بلغات وقوالب مختلفة تمامًا عن السابق. هم ذوو أثر بليغ أيضًا، خاصة بعدما عملت الجهات المعنية على تقنين محتوى تلك الحسابات وتوثيقها من خلال ضوابط ومعايير محددة، تضمن الحقوق وتهذب المضمون.

رسالتي إلى جميع من يمتهن الإعلام، سواء التقليدي أو الرقمي الحديث، أن يحرص على الرسائل السامية التي تعكس صورة محايدة وإيجابية. فالجمهور قد يستغل من البعض، لا سيما وأن الرسائل أصبحت تصل بسهولة إلى كافة أنحاء الحياة. فلنحرص دومًا على نقل الحدث بما يبرز جهود الوطن على جميع الأصعدة، فالإنجازات -ولله الحمد- عظيمة، والرسائل الإعلامية دائمًا ذات قيمة. فلنتجه إلى الإعلام بإيجابية وبنفس أبية، ولنكن على قدر من المسؤولية؛ فلا نقبل أن تكون هناك رسائل سلبية، وعلينا أن ندرك أن للبعض أهدافًا عدوانية.

عزيزي، يمكنك أن تستبدل المحتوى السلبي بمحتوى إيجابي هادف من خلال مسؤولي الإعلام والاتصال في الجهات ذات الصلة والارتباط، فعوضًا عن الطرح السلبي يصبح الطرح إيجابيًا بتوضيح تلك الجهود وكيف أوجدت الحلول.

إلى صناع المحتوى، أنتم جزء من ثقافة المجتمع العريق، فأحسنوا الظهور بما يتناغم مع مجدنا التليد وطموحنا العريق. لا للسذاجة والانحلال الأخلاقي، فالمحتوى يصل بسهولة؛ فلنرتقِ بمحتوى يليق بنا. لا نطالب بالمثالية، ولكن الاتزان مطلب، ولنفتخر بمحتوى لائق ومهذب.

جميعنا يسهم في صناعة الصورة الذهنية ويعززها، لنعمل كجماعة ولُحمة وطنية رائدة، ليكن المحتوى إبداعيًا ذا نفع وفائدة.

بارك الله جهود الهيئة العامة لتنظيم الإعلام وكافة الجهات التي وضعت القوانين والأنظمة ليكون المحتوى أرقى وأسمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى