المقالات

أحلام التقسيم ونهاية الحرب

منطقة الشرق الأوسط واقعة بين مشروعين طامعين يهدفان إلى نهب ثرواتها وتقاسم تركتها، وكلا المشروعين -الإسرائيلي والإيراني- يحمل عداءً قديمًا للعرب ويمتد عبر تاريخ طويل من الصراعات . ومع ذلك، لن ينجح المشروعان في تحقيق أحلامهما، فهما يتصارعان بدماء شعوبنا ويتاجران بقضايانا ، ولولا هذا الواقع المرير ، لكان من السهل القول : “فخار يكسر بعضه”. لقد حاولت قوى كبرى سابقة إحياء إمبراطورياتها في المنطقة ، ثم بعد اليأس تحولت إلى قوى مسالمة ، وهذا المصير قد ينطبق على المشروعين المتصارعين حاليًا.

إن العرب تاريخيًا عصيون على الهضم، والتجارب التاريخية تؤكد أن محاولات الغزو والتقسيم لم تحقق النجاح على أرضهم. في اعتقادي، سواء اتفق المشروعان على تقسيم النفوذ أم لم يتفقا ، فإنها تبقى أحلامًا واهية أشبه بوعد “عرقوب” وستنتهي الحرب بينهما دون مكاسب تُذكر. وعندما يستفيقان من هذه الأحلام ، سيجدان أمامهما قوة عربية شاملة ترفض وجودهما وتقاومهما بكل السبل السياسية والعسكرية والشعوبية .

الشرق الأوسط كان وما زال ساحة حروب منذ العصور القديمة ؛ من بختنصر في بابل الذي هدم الهيكل في فلسطين وأسر اليهود ، إلى الحرب بين الفرس والروم التي أشار إليها القرآن الكريم في أدنى الأرض ، مرورًا بمعركة ذي قار بين الفرس والعرب قبل الإسلام التي انتصر فيها العرب ، ومعركة القادسية في عهد عمر الخطاب وانتصر المسلمون فيها ، وصولًا إلى معارك كبرى مثل اليرموك ، وعين جالوت، والحروب الصليبية المتتالية ، وحروب 1948 و1967 و1973 بين العرب وإسرائيل . هذه الحروب جزء من قدر المنطقة ، التي باتت تُعرف اليوم بالشرق الأوسط ، وهي منطقة عربية خالصة عصية على كل غازٍ .

لا يُفترض أن يثنيكم هذا الأمر ؛ فالمنطقة ستظل عربية أبية ، ولا حل أمام الطامعين سوى الرحيل عنها خائبين . الأحلام التي يسعى إليها المشروعان المتصارعان ستذهب أدراج الرياح ، والأيام القادمة حبلى بالأحداث التي ستثبت ذلك، وسيكون النصر بإذن الله حليف العرب والمسلمين الصادقين . وفي هذه الظروف نقول : “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين”.

أستاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى