محمد بربر
بكل تجليات الإبداع الشعري وروح الوطنية العميقة، يأتي الشاعر فؤاد حداد كتجربة فريدة في الشعر العربي، التي امتدت لعقود لتصبح رمزاً للحرية والهوية.
وتمر اليوم ذكرى ميلاد حداد الذى ولد في 30 أكتوبر من عام 1927، ورغم أن تاريخ ميلاده محل جدل لكن التاريخ المذكور حسمه نجل الشاعر إذ يحتفى أمين حداد، بذكرى ميلاد والده في هذا اليوم.
الشاعر الراحل فؤاد حداد، صدر له ما يقرب من 33 ديوانا شعريا، منها “الحمل الفلسطيني”، و “الشاطر حسن” ، و “100 بوتيك”،
بدأ حداد مشواره الشعري من خلف قضبان السجن، حيث اعتُقل لأول مرة عام 1953 بسبب أفكاره السياسية، وهناك أطلق ديوانه الأول “أحرار وراء القضبان” عام 1956.
مثلت تلك الفترة بداية لتشكيله ملامح الشعر العامي المصري، حيث كانت قصائده توثق معاناة المصريين وحبهم للوطن، فنال لقب “أبو شعر العامية”.
علامات بارزة في مسيرته
ألّف حداد العديد من الدواوين التي أثرت في الشعر العامي العربي، أشهرها “المسحراتي” الذي لحنه الموسيقار سيد مكاوي، وأصبح من أبرز الأعمال التي تحتفل بروح الشهر الكريم وجماليات الحياة اليومية في المجتمع المصري.
كتب أيضًا “حنبني السد” و”الشاطر حسن”، إلى جانب قصائد إذاعية مثل “الأرض بتتكلم عربي” التي جسدت انتماءه العميق لوطنه واعتزازه بالثقافة العربية.
رؤية فنية وسيرة ثورية
تمثل شعر فؤاد حداد في شكل جديد لم يكن مألوفًا من قبل، إذ دمج اللغة العامية مع المواضيع الثورية ليخلق مدرسة شعرية أصيلة. تعاون مع كبار الفنانين والشعراء مثل صلاح جاهين، الذي اعتبره “أعظم الشعراء” لدوره في إعادة تعريف الشعر العامي المصري.
كما أخرج ديوانه الشهير “الحضرة الزكية” الذي يحتفي بروح الأصالة والتراث، من خلال القصائد التي كانت تؤدي في الحفلات التراثية والتجمعات الشعبية.
رحلة خلّدها الوطن
رحل فؤاد حداد عام 1985 بعد مسيرة ملحمية أثرى فيها الشعر المصري، حيث تجاوز حدود الكلمات إلى تجسيد الحلم الشعبي، ورسم صورة متكاملة لمصر وأبنائها، شعراً يغني بحبا لوطن وأوجاعه.