تعد وزارة الشؤون الإسلامية واحدة من المؤسسات الحكومية ذات الدور الكبير والمكانة المهمة في المجتمع السعودي، لما تتولاه من مسؤوليات تتعلق بإدارة شؤون المساجد، وتنظيم الأوقاف، والإشراف على النشاطات الدعوية والتعليمية. وتسعى الوزارة إلى تعزيز القيم الإسلامية، والمساهمة في تفعيل المبادرات التي تسهم في التنمية الروحية والفكرية للمجتمع، كما تعمل على تجسيد الدور الديني في الحياة الاجتماعية والثقافية للمملكة، وتدعم التوازن بين التحديث والالتزام بالتراث الإسلامي، مما يعزز الهوية الإسلامية للمجتمع ويبني صورة إيجابية للمملكة في العالم الإسلامي.
تسهم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بقيادة ومتابعة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في دعم المجتمع من خلال البرامج التوعوية، وتعزيز الوحدة الوطنية، والمشاركة في العمل الخيري والاجتماعي، متماشية مع رؤية 2030، حيث تهدف إلى تعزيز قيم الوسطية والاعتدال، تطوير الأوقاف، دعم السياحة الدينية، وتطوير المجتمع السعودي ضمن إطار ديني واجتماعي متكامل.
كما تدير الوزارة برامج متنوعة لتعزيز التواصل الإسلامي وخدمة المسلمين في مختلف أنحاء العالم، مثل برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي يستضيف سنويًا الآلاف من الحجاج والمعتمرين من شتى الدول على نفقة خادم الحرمين الشريفين. كذلك تُنظم جولات دعوية لأئمة الحرمين الشريفين، الذين يقومون بزيارة الدول الإسلامية وإقامة لقاءات دينية وإرشادية، لنشر رسالة الإسلام وتعزيز مفاهيم الاعتدال والوسطية، والرد على الشبهات التي تستهدف المسلمين، ودعم الجاليات المسلمة في الخارج.
كما تعمل الوزارة على زيارة الأقليات المسلمة في المجتمعات غير الإسلامية بإرسال دعاة ومبعوثين لإقامة برامج دينية وتعليمية، لدعم المسلمين في الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية وتعزيز ارتباطهم بالعالم الإسلامي، وذلك ضمن أهداف رؤية 2030 لتعزيز العلاقات الدولية وترسيخ القيم الإنسانية. كذلك، تنظم الوزارة سنويًا عدة فعاليات ومؤتمرات دولية لتعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية، وتركز على القضايا الإسلامية المعاصرة وتقوية روابط المملكة مع الدول الإسلامية. ومن بين هذه المؤتمرات مؤتمر “التواصل الحضاري بين العالم الإسلامي والعالم” لتعزيز الحوار الحضاري مع العالم غير الإسلامي، ومؤتمر “الوسطية والاعتدال” الذي يجمع الدعاة والمفكرين لتأكيد دور الإسلام في تعزيز قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف، إضافة إلى مؤتمر “خدمة الحرمين الشريفين” لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
تدير الوزارة أيضًا مشاريع إغاثية ودعوية دولية، وتسعى لتطوير المناهج التعليمية الإسلامية، وتنظم ورش عمل عن الإدارة الفعالة للمساجد داخل المملكة وخارجها. وقد تبنت الوزارة التحول الرقمي في السنوات الأخيرة ضمن مبادراتها، حيث وفرت تطبيقات إلكترونية لخدمات الحجاج والمعتمرين، وأطلقت برامج رقمية لتعليم القرآن والعلوم الإسلامية عن بُعد، مما أدى إلى توسيع نطاق تأثيرها.
تتميز وزارة الشؤون الإسلامية بتغطيتها الواسعة على المستوى العالمي، حيث يعزز وجود الحرمين الشريفين دورها الديني، مما جعل برامجها ذات بُعد دولي، مدعومة بالدعم الكبير من الحكومة لتفعيل أنشطتها. وتعمل الوزارة جنبًا إلى جنب مع وزارة الحج والعمرة، ورئاسة شؤون الحرمين، ورابطة العالم الإسلامي، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، مما ساهم في توحيد الجهود نحو أهداف رؤية المملكة 2030 لتحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، ونشر قيم التسامح والاعتدال، وتعزيز مكانة المملكة كمرجعية إسلامية رائدة.
وتدير الوزارة المساجد والمصليات وتشرف عليها، وتقدم التوعية والتوجيه بلغات متعددة بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد، لإقامة الأنشطة والفعاليات الدينية. كما تقدم خدمات الحج والعمرة بهدف بناء مجتمع متماسك دينيًا وثقافيًا، وتعزيز صورة المملكة كدولة تحتضن الجميع لممارسة الشعائر الإسلامية. وتقدم خدمات متنوعة للسلك الدبلوماسي داخل المملكة، مما يسهل ممارسة الشعائر الدينية ويعزز العلاقات الثقافية والدينية بين المملكة والدول الأخرى، حيث تتعاون مع الملحقيات الثقافية والدينية وتقدم تسهيلات لأداء مناسك الحج والعمرة.
تلعب الوزارة دورًا في دعم وتعزيز التعاون الديني والثقافي مع العالم العربي والإسلامي، وترسيخ قيم الإسلام المعتدل، من خلال أنشطة ومبادرات تشمل نشر تعاليم الإسلام وتعزيز الاعتدال، والتعاون مع الوزارات والهيئات الإسلامية، وتوزيع المصاحف والكتب الإسلامية، ودعم المراكز الإسلامية والمساجد، وإقامة المؤتمرات الدولية، وتقديم برامج تعليم اللغة العربية، وذلك لتعزيز مكانة المملكة كدولة مركزية في العالم الإسلامي، وترويج قيم الإسلام المعتدل وبناء جسور التواصل بين المملكة والعالم الإسلامي.
وقد عمل معالي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، على تطوير الوزارة منذ تعيينه لتعزيز مكانتها وتحقيق أهدافها الدينية، حيث ركز على تعزيز الوسطية ومكافحة التطرف، والاهتمام بمراكز الدعوة والجاليات، والتطوير الإداري والتقني، وتفعيل التعاون الدولي من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات. وقد عمل معاليه بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، مستفيدًا من الدعم الرسمي لتنمية وتطوير الوزارة ومشاريعها.
• عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – بجامعة أم القرى
• مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية