المقالات

أين أنتم من جمال زوجة نيمار؟

همس الحقيقة

ربما يعتقد القارئ الكريم أنني سأتطرق في هذا المقال إلى مقارنة بين جمال زوجة لاعب نادي الهلال نيمار، السيدة “برونا”، وزوجة لاعب نادي النصر كريستيانو، السيدة “جورجينا”، وأيّهما أجمل. لكن ليس هذا هو محور حديثي.

في عصر العولمة ومنصات التواصل الاجتماعي والانفتاح الإعلامي، ومع الاهتمام الجنوني بعالم كرة القدم ونجومها، وكذلك متابعة حياة زوجاتهم وصديقاتهم، قد تبدو مثل هذه المقارنات أمرًا طبيعيًا، خاصة بين مختلف الأعمار والأذواق. لكن ما لفت انتباهي خارج الجمال “الشكلي” هو الجمال “العقلي” الذي أبدته زوجة نيمار، السيدة برونا، في تعليقها عن الحياة في السعودية.

أكثر ما نال إعجابها، حسب قولها، هو “أهمية مواقيت الصلاة في تنظيم إيقاع الحياة اليومية في السعودية”، وتحدثت عن الصلوات الخمس: الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء، باعتبارها نقاط محورية في جدول الحياة هنا.

نظرة ثاقبة ولفتة رائعة من امرأة غير مسلمة، لفت انتباهها ما تمثله الصلاة في هذا المجتمع، ليس فقط في تنظيم الوقت، بل بما تحتويه من فوائد جمة. فلو علمت بفوائد الصلاة إلى جانب كونها عبادة، لربما أدركت أنها رياضة ذهنية، وروحانية، وجسدية يتمتع ويستمتع بها المسلم. فهي تمنح المسلم فرصة للمشي خمس مرات يوميًا إلى المسجد، وتجلب له فوائد جسمانية عبر الركوع والسجود، وتنمي لديه رياضة ذهنية وحالة من التدبر والخشوع تقوي الصلة مع الله وتمنحه الراحة والاطمئنان. ناهيك عن الروابط الاجتماعية التي تتعزز بين المصلين في المسجد، سواء مع الجيران أو الأقارب والأصدقاء.

جمال فكر السيدة برونا استوقفني كثيرًا، وهو ما يدعونا للتفكر حول “القوى الناعمة” التي أصبحت حقيقة ملموسة مع تعاقد الأندية السعودية مع نجوم عالميين في كرة القدم وفي رياضات أخرى. فقد تحقق جملة من الأهداف القيّمة التي أبرزت للعالم صورة مختلفة عن المملكة العربية السعودية، وعرّفتهم بجوانب متعددة على المستويات الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية، بما يتوافق مع رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، -حفظه الله-. كما أسهمت هذه القوى الناعمة في تقديم صورة مشرفة عن السعودية وقادتها وشعبها، وقضت على الشائعات التي يسعى من خلالها بعض الحاقدين والمتربصين لتشويه صورة المملكة.

أخيرًا، “الإغراء الفكري” أفضل من أي إغراء دنيوي آخر، وهذا ما يجب علينا كإعلاميين التركيز عليه والاحتفاء به. وهذا ما دفعني للإعجاب والاحتفاء بجمال فكر السيدة برونا، متمنيًا أن يقودها اهتمامها بالصلاة وتنظيم الوقت إلى أن يشرح الله قلبها وقلب زوجها نيمار للإسلام، وأن نسمع بإعلان إسلامهما قريبًا.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. مقال غاية في الحمال
    هذا هو الاعلامي داخل عدنان جستنية هذا الاعلامي الذي غاب في الرياضة وتواضع ولم يقنع يومًا بمقالة رياضية فقد انضم لمجموعة الاعلاميين المشجعين

  2. مقال رائع للأستاذ الكبير عدنان جستنية
    وفكر راقي يتمثل في بعد نظر ..!
    عنوان جذاب لأول وهلة تقرأ العنوان مجبورا تتلهف إلى قراءة المضمون .!
    وعندما تنتقل إلى مضمونه تجده مختلفاًعن العنوان تماما تطرق فيه الاستاذ عدنان إلى الجمال الفكري للسيدة ” برونا ” عندما ذكرت سابقاً مواقيت الصلاة وأنها ضابط للحياة في السعودية .
    صدقت استاذ عدنان ولا تستغرب ذلك فالصلاة ضابط لإيقاع الحياة و ماقالته السيدة “برونا ” ماهو إلاً ماتمليه عليها الفطرة الإنسانية
    ناهيك استاذ عدنان عن ماذكرته في مقالك الجميل عن القوى الناعمة وهذا ما تسعى له حكومتنا الرشيدة وهو إثبات للعالم بأن الدين الإسلامي دين التسامح والمحبة والسلام .!
    وفعلا استاذ عدنان المملكة العربية السعودية ورؤية سيدي محمد بن سلمان -حفظه الله – من أهدافها جلب اسماء محترفين في كرة القدم وكثير من الألعاب الرياضية
    لنقل صورة مشرفة عن المملكة وحكامها وشعبها الكريم
    ليكونوا هم لسان الدفاع عن مكتسبات وطننا الغالي على الحاقدين
    شكرا بحجم السماء استاذ عدنان على هذا المقال الرائع والذي يدل على فكرك الغيور ووطنيتك الصادقة

    تقبل مروري ودمت بود

    1. الله الهادي الي سواء السبيل
      الغرب منعمي عن روعة الاسلام
      والهداية إليه ونور من الله يقذفه في قلوب عباده وكثير من الغربيين لا يدخلون الاسلام الا عن قناعة..لما يري.في شتي أمور الحياة من تنظيم الاسلام لحياة تتعلق بين العبد وربه

  3. جميل الاستاذ/عدنان ركز على مثل هذي المواضيع المفيده واترك المناكفات والجدال في الامور الاخرى انت كاتب متمرس وقديم في الصحافه لعلك تصبح قدوه للكتاب دون تعصب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى