كتب ـ محمد إبراهيم بربر
يُعدّ مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، الواقع في قلب العاصمة الرياض، واحدًا من أرقى المعالم الثقافية التي تحتفي بتراث المملكة وتوثّق تاريخها العريق.
وجرى إنشاء هذا الصرح ليكون منارة ثقافية تُضيء دروب المعرفة للأجيال الناشئة، وتجسيدًا لرؤية المملكة في إحياء تراثها وحفظ هويتها، حيث يمزج بين الماضي العريق وحاضر السعودية المزدهر في تناغم بديع يستقطب الزوار من مختلف أرجاء العالم.
استحضار أمجاد الوطن
افتتح المركز بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة، كمبادرة ثقافية فريدة تهدف إلى استحضار أمجاد الوطن وتعريف الأجيال القادمة بقيمته، وحرص مؤسسوه على أن يعكس المركز بكل ركنٍ فيه تاريخ المملكة وخصائصها الثقافية، من خلال تصميمات معمارية تستوحي الجذور العربية الأصيلة.
كما تم بناؤه بأسلوب يجمع بين الحداثة والتقاليد ليكون رمزاً للهوية السعودية ونافذة تطل على عراقة الماضي وأصالة الحضارة الإسلامية.
مكونات المركز.. لوحة من الأصالة والإبداع
يتألف المركز من عدة مرافق متنوعة تقدم رحلة متكاملة عبر التاريخ السعودي، ويضم المتحف الوطني، وهو بمثابة قلب المركز، ويُعد من أبرز المتاحف في المملكة.
يحتوي المتحف على مجموعة مميزة من القطع الأثرية والمخطوطات النادرة والصور التاريخية التي تعكس تطورات مراحل تأسيس الدولة ونماءها.
تتناول معروضات المتحف الحياة اليومية، والفنون، والعادات والتقاليد التي سادت منذ عصر ما قبل الإسلام وحتى العصر الحديث.
قصر المربع
أحد أبرز المعالم التاريخية في المركز، والذي كان مقرًا للملك عبدالعزيز وأسرته، ويتميز القصر بتصميم معماري يعكس أسلوب العمارة التقليدية في نجد، ويُظهر جوانب من حياة الملك المؤسس وأسلوب حياته البسيط، فضلاً عن تأثيثه بعناصر تُشعرك وكأنك تستعرض حياة الأسرة المالكة في ذلك الزمان.
الحدائق والمساحات الخضراء
يمتد المركز على مساحات شاسعة من الحدائق الخضراء، تتناثر فيها النخيل والأشجار المحلية التي تمنح الزوار تجربة ممتعة من الراحة والاستجمام، وجرى تصميم الحدائق بشكل يعكس البيئة الطبيعية للسعودية، ويوفر بيئة جاذبة للفعاليات الثقافية والترفيهية.
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
إحدى أكبر المكتبات في المملكة، وتضم مجموعة شاملة من الكتب والمخطوطات النادرة والأبحاث في مجالات متعددة، وتُعد بمثابة منصة معرفية تتيح للباحثين والطلاب الوصول إلى موارد غنية في شتى التخصصات، مما يسهم في نشر الثقافة والعلوم في المجتمع.
ويمثل المركز رسالة ثقافية تحمل في طياتها أهدافا سامية، منها: حفظ الهوية الوطنية لتعزيز ارتباط الأجيال الناشئة بتاريخ المملكة من خلال عرض تاريخي تفاعلي، إلى جانب التواصل الثقافي، إذ فتح أبوابه لاستقبال الزوار من مختلف الجنسيات، مما يعزز التفاهم الثقافي، كما يدعم الباحثين والطلاب من خلال المكتبة والمتاحف، مما يسهم في الارتقاء بالبحث العلمي.
ويعتبر المركز أحد أهم الوجهات السياحية التي يقصدها السياح للاستمتاع بتجربة ثقافية متكاملة، تجمع بين الترفيه والتعليم، مما يسهم في دعم قطاع السياحة الثقافية.
ومن اللافت أن المركز يحتضن فعاليات ومعارض فنية وثقافية متنوعة طوال العام، ما يضفي طابعا متجددا يجذب فئات مختلفة من المجتمع.