نفخر بلغتنا العربية الفصحى، فهي أغنى اللغات جمالاً وإبداعاً وعذوبة. إنها لغة القرآن الكريم، لغة الوحي التي استقى الناس منها الحكمة والهداية. تتميز بخلودها وعظمة تعبيرها، فهي أعمق اللغات وأكثرها بلاغة، وتحمل معاني السمو والرفعة، وتمتد عبر التاريخ لتصبح أعظم لغة تواصل، استطاعت أن تنقل رسالة الله إلى البشرية.
وفي الأثر، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “تعلموا العربية؛ فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة.” فاللغة العربية تمتاز بقدرتها على التعبير عن أعمق المشاعر وأدق الأفكار بأسلوب أنيق وعميق. تاريخها العريق هو مصدر فخر واعتزاز لأبنائها، فهي أصالة وثقافة تمتد لآلاف السنين. وليست مجرد لغة تواصل، بل كانت جسراً ثقافياً ومعرفياً أثّر على اللغات والحضارات المجاورة عبر الأدب والعلم، وكانت “كعبة الحضارة” للعالم الإسلامي لقرون طويلة، مما ترك بصمة لا تزال حاضرة في العديد من اللغات حتى اليوم.
تحتوي اللغة العربية على ما يزيد عن 12 مليون كلمة دون تكرار، مقارنةً باللغات الأخرى، مثل الإنجليزية التي تحتوي على حوالي 600 ألف كلمة، والفرنسية التي لا تتجاوز 150 ألف كلمة. وتستمد اللغات الفارسية، والأردية، والتركية، والإسبانية ما يقارب 30-40% من مفرداتها من اللغة العربية، مما يؤكد ثراءها اللغوي.
فاللغة العربية بحر بلا ساحل، كلما غُصنا فيها، اكتشفنا كنوزاً من المعاني والدلالات، وإيقاعاً موسيقياً يجذب العقل والروح. إنها قادرة على احتضان الفكر بجمال وإبداع لا يضاهى، والتعبير عن أدق المشاعر وأعمق الأفكار بمرونة وسلاسة، مع قدرتها على التجدد والابتكار.
ويفخر الشاعر صفي الدين الحلي بلغته وعروبته قائلاً:
“أنا العربي، وديني الحق والخلق الكريم
ولغتي تعتلي ذرى الشموخ، فهي القديم.”
لكننا نشعر بمرارة عندما نرى بعض الناس ينكرون لغتهم ويتحدثون في الندوات واللقاءات الإعلامية بلغة أجنبية ركيكة، متشددقين ومتجاهلين جذورهم الثقافية والتاريخية. فنقول لمن يتنكر للغته العربية: لغتنا مرآة تاريخك وهويتك، فلا تدع اللغات الأخرى تعميك عن جمالها وأهميتها. فاللغات الأخرى قد تمنحك آفاقاً جديدة، لكن العربية تمنحك العمق والفهم الحقيقي لمعنى الانتماء والفخر بلغة تاريخنا وحضارتنا المشرقة.
فاصلة
قالت المستشرقة البرتغالية “مابا تسينوفا” بعد دراسة اللغة العربية: “اكتشفت أنه قد أصبح لفمي عقل.”