تشهد صناعة الصحف العالمية أزمة متفاقمة مع تراجع الاعتماد على الصحف الورقية وزيادة التوجه نحو المنصات الرقمية، حيث تجد المؤسسات الإعلامية التقليدية صعوبة في تحقيق أرباح مستدامة من نموذجها الورقي، مما أدى إلى إغلاق العديد منها حول العالم. ومع ذلك، تمكنت بعض الصحف من التكيف مع هذا التحول الرقمي، حيث أعلنت صحيفة “نيويورك تايمز” عن ارتفاع أرباحها التشغيلية بنسبة 16% في الربع الرابع من عام 2024، لتصل إلى 104 مليون دولار، فيما ارتفعت الإيرادات الإجمالية إلى 640 مليون دولار مقارنة بالعام السابق، بفضل إضافة 260 ألف مشترك رقمي جديد، متجاوزة بذلك حاجز 11 مليون مشترك.
ويعلق المستشار الدكتور خالد الفرم على هذا التحول قائلاً: “إن التوجهات الحديثة
في صناعة الإعلام تتطلب حاليا إدماج الذكاء الاصطناعي، ودعم المعايير الخاصة بالصحافة المميزة والقدرة على صناعة صحافة البيانات و توليد المعلومات النوعية وإعادة ترتيب صالات التحرير ودمج غرف الأخبار في المؤسسات الإعلامية والاستفادة من المحتوى الرقمي لجذب الاشتراكات وتحقيق أرباح جديدة، فنجاح “نيويورك تايمز” في هذا المجال نموذجاً لإمكانية الاستدامة في عصر الأزمات، لكن من الاهمية بمكان للصحف ووسائل الإعلام بدء عجلة التغيير وان تطور من أساليبها والحفاظ على مكانتها”.