همس الحقيقة
لا شك أن من شاهد “التيفو” الرائع والمثير الذي زين مدرجات ملعب الجوهرة يوم الخميس الماضي خلال ديربي الجارين اللدودين الاتحاد والأهلي، أدرك على الفور رمزية “القبضة التأديبية” وأهدافه القوية. فقد بدا واضحاً أن الاتحاد، الفريق الأكبر، أراد توجيه رسالة قاسية لشقيقه الصغير، لتبقى دروس المنافسة الرياضية حاضرة. تجسدت هذه الرسالة في لمسات حاسمة من المبدع موسى ديابي، وهدف قاتل من الهداف صالح الشهري، حيث بدت “قبضة” الاتحاد وكأنها “لكمة” تهدف إلى تذكير مدرج الأهلي بحجمه الطبيعي بعد عودته من دوري يلو.
وللمرة الأولى، شعرت بشيء من التعاطف تجاه “عزيز قوم ذل”، حينما رأيت الأهلي في الشوط الأول أقرب إلى فريسة منهكة. فالمتعة الحقيقية لكرة القدم تكمن في المنافسة المتكافئة، واللقاء يفقد إثارته إن كان أحد الفريقين ضعيفاً والأخر قوياً متعافياً. شعرت بمعاناة الأهلاوية وهم يتلقون اللكمات من كل جهة، حتى أن المثل الشهير “ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب” بدا أقرب إليهم.
ورغم ذلك، بدا الأهلي محظوظاً بغياب كريم بنزيما، فلكماته إن حضرت ربما كانت أشبه بلكمات الأسطورة محمد علي كلاي التي تنتهي بضربة قاضية.
لاحظت في المباراة بعض الأنانية لدى بعض لاعبي الاتحاد، مثل موسى ديابي، بل وحتى العارضة بدت وكأنها تتعاطف مع الأهلي بعد أن وقفت ضد الاتحاد في أكثر من مرة.
كلمة أخيرة:
قدمت جماهير الاتحاد لوحة فنية مدهشة من خلال تيفو “القبضة” وحضور جماهيري قوي، تجاوز حضورهم التراكمي منذ بداية دوري المحترفين حتى مباراة الخميس أربعة ملايين مشجع، مقابل مليوني مشجع للأهلي. مما يثبت مجدداً أن الاتحاد هو “ملك المدرجات” و”عميدها” بحضور جماهيري أسطوري لا نظير له.