أخبار العالمتحقيقات وتقارير

الوجه الآخر للانتخابات الأمريكية.. حكاية الصراع التاريخي بين “الفيل” الجمهوري و”الحمار” الديمقراطي

ساعات قليلة ويسدل الستار على واحدة من أقوى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي تشهد منافسة عنيفة بين الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة التي دفع بها الحزب الديمقراطي في وقت متأخر، بدلا من الرئيس الحالي جو بايدن.

ومع احتدام السباق الانتخابي بين المرشحين، تبرز بعض المفارقات الغريبة، والتي يأتي على رأسها، الشعار المميز لكل حزب من الحزبين الكبيرين في بلاد العم السام، وهما “الفيل” الذي يرمز للحزب الجمهوري، و”الحمار” الذي يتخذه الحزب الديمقراطي شعارا له، فما سر اختيار كل منهما؟.

الديمقراطيون اختاروا “الحمار” شعارا لهم
“الحمار” هو الشعار الذي اختاره الحزب الديمقراطي للتعبير عنه، حيث يرمز للصبر والقوة، قبل أن يتحول بعد ذلك إلى أيقونة سياسية وعلامة تجارية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرجع اختيار “الحمار” رمزا للحزب الديمقراطي لعام 1828، عندما سخر مرشح جمهوري من منافسه الديمقراطي أندرو جاكسون، وكان الديمقراطي وقتها قد اختار شعاره “لنترك الشعب يحكم”، ووصفه الجمهوريون بأنه شعار شعبوي ورخيص.

وبعدها اختار “جاكسون” حمارا رمادي جميل المظهر، ولصق شعار حملته الانتخابية على ظهره، وتجول به وسط القرى والمدن المجاوره له، كدعاية لبرنامجه الانتخابي.

وبعد وفاة وزير حرب جمهوري سابق في حكومة أبراهام لينكون، سارعت الصحف التابعة للديمقراطيين إلى مهاجمته وإهانته، حيث قام رسام بمجلة “هاربر” الأسبوعية يدعى توماس ناست، برسم حمار أسود كرمز للحزب الديموقراطي، ورسم “ناست” الحمار وهو يركل أسد ميتا، كتعليق سياسي حاد على الموقف.

ومنذ عام 1870 أصبح “الحمار” رمزا للديمقراطيين، وصاروا ينظمون مسابقات لأفضل رسم بورتريه له، وأصبحت صورته ترافق شعاراتهم السياسية، بالإضافة إلى طباعة صورته على القمصان والنظارات والقبعات والميداليات وغيرها من الأشياء التي تباع في المؤتمرات الانتخابية للحزب.

*”الفيل” رمز الحزب الجمهوري
وأما الفيل الذي يعتبر شعار الحزب الجمهوري، فهو يتميز بالشراسة والذاكرة القوية، وبدأت قصته في 1860، عندما ظهر للمرة الأولى كشعار للحزب الجمهوري، أثناء الدعاية الانتخابية لأبراهام لينكولن، الذي خاض الانتخابات أملا في توحيد البلاد، حيث أن الولايات في ذلك الوقت شبه مقسمة بين الشمال والجنوب بسبب قضية تحرير العبيد.

وقدم الرسام “ناست” صورة كاريكاتيرية، أصبح معها “الفيل” رمزا للجمهوريين في عام 1874، بعد فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، حيث رسم “ناست” فيلا ضخما مذعورا مكتوب على جسمه “الصوت الجمهوري”، وكان الفيل يجري هربا من حمار الديمقراطيين الذي ارتدى جلد الأسد الميت.

ولم يتضح السبب الرئيسي وراء اختيار “ناست” للفيل ليرمز للجمهوريين، ولكنه قد يكون لضخامة حجمة كناية عن القوة والتأثير، وبعدها تكرر استخدام رسامين آخرين للفيل كإشارة للحزب الجمهوري.

وواصل “ناست” تطوير رسمه حول قصة الحمار والفيل، حتى أصبحوا الرمزين المعروفين للحزبين السياسيين المتنافسين على مستوى الولايات المتحدة بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى