طلاليات محمد الثبيتي
قبل أربعين عاماً، كان للصحافيين دور حقيقي في “السلطة الرابعة”، فـ “مهنة المتاعب”. لم نكن نعرف الفاكس أو الوسائل الحديثة المتاحة اليوم. كان الصحفي هو من “يخلق” الخبر بجهده، ويصنعه في صفحات السلطة الرابعة بجدارة. كان يبحث عن الحدث، يلتقط الخبر، ويجتهد في صياغته ونقله إلى جريدته، ويسابق الزمن ليكون الأول في طرح الخبر أمام عشاق الصحافة الذين كانوا يترقبون ما ينشر كل صباح مع فنجان القهوة.
كان الصحفي يعدّ الخبر بصياغة مهنية وحرفية عالية، ثم يتوجه إلى مواقف سيارات الأجرة ليبعث بـ «خبره» إلى المقر الرئيسي للجريدة. وبعدها، يتابع حتى يعلم أن مادته قد وصلت وتم تدوينها. لم يكن العاملون في “المطبخ الصحفي” يبذلون جهدًا كبيراً، لأن المادة تصلهم جاهزة تقريباً للنشر.
وفي اليوم التالي، يتابع الصحفي جريدته بترقب، ويطلع على نشر مادته، وربما يشتري نسخاً إضافية من الصحيفة ليهديها لبعض متابعيه وأصدقائه وعشاق صحيفته.
كان الصحفي الحذق يتابع الحدث قبل وقوعه، وأثناء وقوعه، وبعد انتهاءه، ويعمل بحرفية ومهنية عالية. كان يتألق في نشر ما هو مهم من الأحداث اليومية، مستعرضاً قدرته في التقاط التفاصيل وصياغتها بدقة.
وللحديث بقية عن الصحفي المهني، العاشق المحترف…