في نقاش دائر على منصة X حول واقع الصحافة المطبوعة، أثار الكاتب د. سعود كاتب قضية “الموت السريري” للصحافة الورقية، مشيراً إلى تدهور قيمها المهنية والأخلاقية قبل أن تخسر في المنافسة التكنولوجية. غرد د. كاتب قائلاً: “المبالغة في المدح أو الذم هي علامة واضحة وصريحة على تقديم الصحفي لميوله وعاطفته ومصلحته على الحقيقة وعلى سمعة واحترام الوسيلة التي يعمل بها”. وأضاف أن “سمعة الصحافة مثل سمعة البشر، لا يمكن حجب سوآتها طويلاً عن الأعين”.
ومن جانبه، تساءل د. محمد الأحمد، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، حول الأسباب العميقة وراء تراجع الصحافة المطبوعة، مؤكداً أن “موتها السريري ليس له سبب واحد، بل عدة أسباب، ومن الصعوبة مناقشتها في عدد من المنشورات على وسائل التواصل”. وأشار إلى ضرورة بحث علمي معمق يتناول جميع جوانب النظام الإعلامي، بدءاً من الوسيلة وصولاً إلى الجمهور.
في ردّه، أوضح د. كاتب أن تدهور الصحافة المطبوعة يعود في الأساس إلى ضعف داخلي في مؤسساتها الإعلامية، وليس إلى خلل في النظام الإعلامي العام أو الجمهور. وأكد قائلاً: “عندما كانت الصحافة في أوج قوتها وتأثيرها، لم يكن أحد يشكو من النظام الإعلامي أو الجمهور”، مشدداً على أن الانهيار جاء من داخل المؤسسات الإعلامية نفسها، حيث بدأت تفقد مصداقيتها لدى المتلقي الذي يملك اليوم وسائل لا حصر لها للتحقق من المعلومات. ويعد هذا الحوار من أبرز النقاشات التي تعكس التحديات الراهنة للصحافة المطبوعة وتبرز الحاجة إلى إعادة تقييم أداء المؤسسات الإعلامية التقليدية في ظل التطورات التكنولوجية والرقمية.