من المصطلحات السياسية الشهيرة، مصطلح “البطة العرجاء” ويطلق عليه باللغة الإنجليزية (Lame Duke)، وهو الذي يتم استخدامه للإشارة إلى مسؤول أو رئيس انتهت ولايته الانتخابية أو خسر إعادة انتخابه لفترة ثانية، لكنه يظل في مقعده حتى تنتهي فترته الانتخابية، ويتم بعدها انتقال السلطة لخليفته المنتخب حديثاً.
وهذا الوصف يستخدم عادة للدلالة على ضعف النفوذ السياسي للمسؤول؛ الذي يكون أشبه ما يكون “بالبطة العرجاء” التي تكون قدرتها على الحركة ضعيفة ومحدودة.
وهذا المصطلح يردد كثيرًا في السياسة الأمريكية عندما لم يعاد انتخاب الرئيس لولاية ثانية، وعلى الرغم من ذلك تعود قصة هذا المصطلح لحقبة أبعد من ذلك بكثير في بريطانيا، فقد نشأ هذا المصطلح في البداية من خلال الأسواق المالية البريطانية في القرن الثامن عشر الميلادي، فقد كان يستخدم لوصف المستثمرين الذين فقدوا أموالهم ووصلوا لحد الإفلاس لدرجة أنهم لم يستطيعوا الوفاء بالالتزامات المالية التي عليهم، فقد كان يتم تشبيههم في تلك الفترة بالبطة العرجاء، في إشارة إلى أن الإفلاس جعلهم غير قادرين على التحرك في الأسواق المالية.
عبر هذا المصطلح المحيط الأطلسي ليتم استخدامه في القرن التاسع عشر في مجال الانتخابات والسياسة الأمريكية، للإشارة إلى الرؤساء الأمريكيين الذين يقضون فترة انتقالية في مناصبهم قبل تسليمهم السلطة لخليفتهم المنتخب، وكذلك يستخدم لوصف أعضاء الكونجرس الذين خسروا مقاعدهم في الانتخابات لكنهم يظلوا يمارسون مهامهم على مقاعدهم في المجلس، لغاية انتهاء فترتهم الانتقالية ويتم استبدالهم رسميا.
في الفترة الانتقالية تكون قدرة الرئيس أو المسؤول محدودة للغاية على اتخاذ قرار سياسي أو السماح بتمرير تشريعات داخل المجالس التشريعية، لأنهم فقدوا الدعم السياسي اللازم لتنفيذ سياسات أو تشريعات معينة، وعندها يصبح الرئيس كالبطة العرجاء التي لا تستطيع الحركة بسرعة، لأن التركيز في العادة يكون على الرئيس المنتخب.
لذلك فالرئيس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي الحالي “بايدن” يعتبر “بطة عرجاء” خلال بقية فترته الرئاسية، بعد فوز المرشح الجمهوري، “دونالد ترامب”، الأربعاء بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتستعد الإدارة الجديدة لتسلم مهامها من الإدارة الحالية، وهي عملية تستغرق حوالي 11 أسبوعا في فترة انتقالية تسمى “البطة العرجاء”.
1
أللهم أجعل كل أعداء الإسلام والمسلمين بطّات عرجاوات دائما فى كل الأزمنات ولا تجعل منهم صقورا ولا نسورا على أمة الإسلام يارب العالمين….