باتت مجموعات الواتساب مزعجة ومملة، خصوصاً تلك التي تتمحور حول استعراض العلاقات العامة والمباهاة. بهذه الكلمات بدأ صديقي أبو صلاح حديثه معي، ولا أعرف تماماً سبب انزعاجه الشديد من هذه القروبات. حاولت تلطيف الجو وامتصاص غضبه وسألته، “كم عدد القروبات التي أنت مشترك فيها؟” فردّ قائلاً: “خرجت من 20 مجموعة، وبقيت في 40 مجاملة لبعض الأصدقاء.” قلت بدهشة: “40 مجموعة، يا أبو صلاح؟” ابتسم وقال: “نعم.” فقلت: “لماذا تبقى فيها؟ وكيف تتابع كل هذا؟” ردّ بثقة: “أمر عليها بسرعة، وفي اليوم التالي أعملها مسح.”
قلت في نفسي، “الله يعطيني صبرك.” ثم سألته، “لماذا خرجت من الـ20 قروب؟” فقال: “كانت قروبات نخبة، لكنها بعيدة تماماً عن مفهوم النخبة.” قلت، “ممكن توضح أكثر؟” فأجاب: “قبل فترة، تلقيت دعوات للانضمام إلى قروب نخبة المجتمع، وقروب نخبة النخبة، والنخبويون، ونخبة الشرق الأوسط. شعرت بارتفاع في النخبوية بداخلي. لكن عند دخولي، وجدت أن النقاشات متحجرة، مع تعليمات صارمة من المشرفين: ممنوع صباح الخير ومساء الخير. وخصائص المشاركة مقتصرة على المشرفين فقط، أما نحن، فمجرد مستمعين.”
سألته عن نوع النقاشات المطروحة، فرد بسخرية: “أي نقاش؟ القروب عبارة عن نقل لأخبار مثل: فلان فعل وفلان كتب وفلان نشر.” قلت: “جميل أنهم يقدمون لك المعرفة.” فرد بابتسامة ساخرة: “المشكلة أن نقاشاتهم دائماً في آخر الليل.” قلت ممازحاً: “ربما يريدونها جلسة نخبوية في ساعات الصفاء، لتناسب أشخاصاً مثلك.” ضحك وقال: “عندي فوبيا من صورة الخفاش الموجودة في القروب آخر الليل.”
تناول أدبي طريف جداً لإشكالية( واتسية) واقعية
محيِّرة اضطرتنا جميعاً إلى أن (نأكل باليدين فوقع الاختناق )😂
والأمل معقود في أن نستثمر هذه الخدمة أحسن استثمار..
لاجف مداد قلمك أيها الكاتب الإنسان ودمت موفور الصحة والعافية🌹
مقال جميل استاذ عبدالله
فعلا ماقاله ابو صلاح ونقاشك معه هي حقيقية ربما غابت عن البعض
كثير من القروبات أضرارها اكثر من نفعها
وخصوصا تلك القويات التي يمارس فيها المشرفون دور العسكري
صحيح ان القروبات لها أنظمة وهي مسؤولية على المشرفين
ولكنها تخرج عن الهدف الذي وضعت له إلى الرتابة والرقابة ويحس الداخل في هذا القروب انه داخل سجن
كل شي ممنوع إلا مايريده المشرفون والمقربون لهم فلهم الحق في نشر مايريدون دون غيرهم من الأعضاء