أعجبني مقال رئيس التحرير الكاتب عبدالله الزهراني تحت عنوان: “نخبة الواتساب“ووجود الشخصية الرمزية في المقال (أبو صلاح) والذي يستعين به الكاتب في كثير من القضايا الاجتماعية بشكل ساخر يخدم الفكرة كثيراً، والمقال باختصار يتحدث عن كثرة مجموعات الواتساب وما يصاحبها من تسميات فاخرة وكأن في اسمها الشيء العظيم وهي في الحقيقة لا تتجاوز أهميتها حروفها المحدودة، إضافة إلى ما أبداه (أبو صلاح) في الطريقة المثلى في فتح المجموعات كافة والعمل على مسح مشاركاتها على عجل…!! وفي المجمل لا جديد تحت الشمس في ثنايا هذه المجموعات الواتسابية العديدة. وبالفعل يُلاحظ تزايد مجموعات الواتساب بشكل غريب فبعضها لا داعي له ومكرر من حيث الشكل والمضمون هذا إذا كان هناك مضمون في الأساس، نعم هناك مجموعات واتساب هامة مثل: مجموعات العائلة، والعمل، والحي، وغيرها من المجموعات الهامة من فكر، أوعلم، وما عداها من باب التسلية وقضاء أوقات الفراغ ليس إلا.
وحين قرأت هذا المقال الاجتماعي الساخر تذكرت أحدهم في واحدة من مجموعات الواتساب حين سألني أحد أعضاء المجموعة فجأة كيف ترى مشاركاتي اليومية وهي بالمناسبة متلاحقة أغلب الأوقات إلى حد الملل..! فكيف أستطيع أن أجيب عليه وهي في غالبها نسخ ولصق عبر المجموعات الواتسابية المنتشرة، كما أنها ليست بالمعلومات الغائبة عن الأذهان بل هي في متناول يد الجميع وبسهولة وخاصة في ظل الثروة المعلوماتية الكبيرة ولكن..! إضافة إلى أن النقاشات المختلفة وفي شتى شؤون الحياة هي عبارة لآراء متشجنة تماماً وكأن صاحب كل رأي هو صاحب الرأي الصائب والوحيد، وفي الوقت نفسه لا تجد فيها الوصول إلى الرأي الناجع وإنما التعصب والتحيز في مجرياتها والتي تشعرك فيما بعد أن كل تلك النقاشات ستتخذ الكثير من القرارات المصيرية وهي بالفعل كذلك ولكن في ذهن صاحبها فقط ومن شابهه والذي يتوهم أن المجتمع قد خلى من مؤسساته الرسمية حتى يؤخذ برأيه الفريد.
إن من المأمول أن يكون لكل شخص اختيار مناسب للمجموعات الواتسابية المتواجدة وفقاً لا هتماماته الحياتية وهي في الآخر حرية شخصية تتفاوت من شخص لآخر، ومن وجهة نظر شخصية أرى أن هناك أولويات مفترضة تأتي في اختيار المجموعات، فياتي في مقدمة تلك المجموعات.. مجموعة العائلة ففيها أجر عظيم، وثواب كبير من حيث صلة الرحم، ومن ثمّ مجموعة العمل وهذه لها أهمية كبرى في معرفة نظم العمل وتعليماته المرسلة، وكل ما هو جديد في النظام الوظيفي، ومن ثمّ تأتي ثالث المجموعات وهي مجموعة الحي فمن خلالها يتم الاطلاع على أخبار أهل الحي بمختلف أحواله الاجتماعية، أما عدا ذلك من المجموعات فهي من باب المشاركات الاجتماعية غير الملزمة فهي بالاختيار.. فقد يختار الشخص مجموعات اجتماعية تهتم بالمعلومات والبيانات العامة، ومجموعة تهتم بالمناسبات المتعددة، أو مجموعات تهتم بنقل الأحداث اليومية، أو المواقف الطريفة، وغيرها من المجموعات المتاحة، وعلى أي حال الأهم من كل هذا الابتعاد عن مجموعات (أبو صلاح) المشار إليه أعلاه فهي لا تغني ولا تسمن من جوع.
كثر الحديث فعلا وسائل التواصل وكل من هب ودب أصبح يشارك بالغث والسمين للأسف من نسخ وإرسال المصيبة الكارثية حينما تشاركهم في قروب واحد ويرسل نفس الرسالة عالخاص!!
هذا كيف يستجيب سوى الحضر عليه بالضبة والمفتاح..