المقالات

كلمة ولي العهد.. رؤية لحفظ السلم ودعم الحقوق العربية

تظل المملكة العربية السعودية مهد الدين الإسلامي الحنيف نصاً وروحاً ، وقبلة المسلمين في كل مكان، حيث وحد الملك عبد العزيز يرحمه الله كيانها، ومنذ ذلك الحين وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله.
يأتي هذا الدور الدولي الريادي لبلاد الحرمين في كل ما يهم العالم بأسره، وعلى وجه الخصوص القضايا العربية والإسلامية والإقليمية وحتى العالمية .

بهذه العبارات السياسية العميقة، بدأ سمو ولي العهد كلمته في افتتاح القمة بالرياض قائلاً:
• نرفض بشكل قاطع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من الاعتداء الإسرائيلي وندعو لحل الدولتين.
• ندين العمليات الإسرائيلية في لبنان.
• نشجب منع الأونروا من القيام بدورها الريادي.
• نؤكد ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة.
• ندعو المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته نحو حفظ الأمن والسلم الدوليين واحترام سيادة إيران وعدم الاعتداء على أراضيها.

ولكل دعوة وطلب أبعاد سياسية رآها سموه كفيلة بتحقيق الأهداف المرجوة، والتي يجب أن تُعتمد ضمن قرارات القمة، استناداً إلى الدور الريادي الذي تضطلع به السعودية وقيادتها الحكيمة.

انعقاد هذه القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض يؤكد أن قادة هذه البلاد معنيون بالمحافظة على السلم والأمن الدولي لكافة الشعوب، من خلال التعايش السلمي وتجنب الإفراط في استخدام القوة.
القمة جاءت في ظل ظروف صعبة يشهدها الشرق الأوسط، لا سيما في فلسطين ولبنان، في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات متفاقمة تضر بالعزل والمدنيين، ما يدعو إلى تطبيق قوانين الأمم المتحدة، وعلى رأسها حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية، التي ينبغي الالتزام بها نصاً وروحاً عبر التفاهم لا التقاتل.

ترأس سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذه القمة الاستثنائية بكل ما تحمل من اهتمام نحو حياة أفضل، في ظل تأييد واسع من رؤساء الدول وممثليها. التاريخ يسجل هذه اللحظات التي تبرز فيها المملكة بإنجازاتها للم الشمل وسط الظروف العصيبة التي تجتاح الشرق والغرب. وتعيد هذه القمة إلى الأذهان أسباب قيام منظمة المؤتمر الإسلامي في 25 سبتمبر 1969م بقرار من القمة الإسلامية في المغرب، إثر اعتداء يهودي متطرف على المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين.

جهود المملكة نحو القضية الفلسطينية لم ولن تتوقف، إذ تظل الرياض عاصمة للسلام وملاذاً للأمن وداعماً للمحرومين والمظلومين، تسعى لنصرتهم قولا وفعلا، بدون البحث عن شهرة أو مكاسب، بل انطلاقاً من مكانتها باحتضانها للحرمين الشريفين، وتمكنها من تبني مواقف سياسية محايدة ، ورؤية قيادتها التي تسعى لرخاء الإنسان وأمنه واستقراره .

المملكة اليوم، وهي تحتضن هذه القمة، تفتح أبوابها لكل شعوب الأرض، مقدمةً تسهيلات لا حدود لها، في بيئة آمنة ووسط منظومة من الخدمات التي يتصدرها الأمن الوارف ورغد العيش، مدعومةً بحكومة رقمية توفر الخدمات للمواطنين والمقيمين دون الحاجة إلى مراجعة الجهات المعنية، متفوقةً بذلك حتى على الدول المصنعة للتكنولوجيا.

واليوم، وامتدادًا للقمة السابقة، تستضيف الرياض هذه القمة لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، ولعلها تكون منطلقًا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وذلك عبر موقف موحد يتبناه المؤتمِرون، ويستلهم منه مجلس الأمن قرارات ملزمة بوقف الحرب، وإعادة الحقوق لأصحابها بعيدًا عن التكتلات والمزايدات.

انعطاف قلم:
إعلان المملكة العربية السعودية، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين، إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين” يمثل الخيار الوحيد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط. ومع احتمالية عودة ترامب إلى سدة الحكم، يأمل العرب والمسلمون أن يتبنى هذا الموقف، سعيًا لإنقاذ المنطقة من الانزلاق في هاوية الدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى