من عمق الطموحات الزاهرة لذلك المبدع، ومن خلف الأسوار العالية لذلك المتميز، ومن أقصى مسافات الطموح البعيدة، رغم الظروف العنيدة التي ترافق تطلعاتك العظيمة، إلا أن إرادتك القوية الصلبة ستتجاوز بها كل العقبات، وستجتاز معها أقسى التحديات، وستتخطى أبعد المسافات للوصول إلى الغاية المأمولة، والطموح المرجو، وعناق الأمل الجميل بمشيئة الله تعالى. أنت لك من اسمك نصيب عظيم أيها النبيل، ففي حضورك الكامل بين جموع المثقفين، ستنير العقول السامية بالكلمات الوضاءة، وستشعل الأذهان الراقية بالجمل الباهية. وبوهج وجودك الشامخ سترحل العتمة إلى منتهى آفاقها دون رجعة. بكيانك الكبير، ستطل الأفكار على ملتقى الفكر والمفكرين، وسينثر قلمك إبداعه الرائع على السطور الناصعة؛ ليكتب أجمل ما عُرف، وأعذب ما وُصف في عالم الكتابة الساحرة عبر الحروف الناعمة.
إلى الأمام، أيها الملهم، بتألق أنيق لترفد السمو بكل ما تنقشه يمينك الرفيعة. اعلم أن البدايات قد تكون صعبة، لكنها ليست مستحيلة. أقوى الخطى الراسية أولها فقط، فعليك بشحذ الهمم، ومضاعفة الجهود؛ فبلا أدنى شك، لكل مجتهد نصيب في هذه الحياة.
أيها المبدع، إن الحياة في عمق حقيقتها وفي صميم واقعها، ما هي إلا تجارب متتالية، وخطى متتابعة في شتى المجالات والفنون للوصول إلى أعلى قممها الإنسانية من فكر، وثقافة، وفن. سوف تصل، بعد توفيق الله، إلى القمم التي نويت خوض غمارها منذ تلك الوهلة المباركة.
خض التجربة الواحدة تلو الأخرى بكل قوة، وعزم، وإصرار، وانقش حروفك وكلماتك بمحبرة لا ينضب مدادها على الورق الزاهي. كن على يقين عظيم بنجاحك، وعلى إيمان كبير بتفوقك، لتكون في الصفوف الأولى، ومعك تفاؤل مستمر يعتريك من أدناك إلى أقصاك، برفقة شغف له بداية بلا نهاية. لا تهتم بسرعة استحضار الفكرة، فالأفكار متناثرة هنا وهناك؛ اقتنصها بدقة وتمكن، ولا تخشَ من مرور الوقت، فما زلت في بدايته. ولا تخشَ جهدك المتواصل، فأنت في كامل استعدادك، ولا تهاب الظروف الصعبة، فأنت قادر على تحويل كل ظرف عابر إلى عطاء دائم، وكل موقف مؤلم إلى ابتسامة عامرة.
أيها المبدع، نحن في انتظارك، وعلى الموعد مع إبداعاتك، وأفكارك الملهمة، التي تزخر بالكثير من المتعة والفائدة. إلى الموعد المأمول.