“ألبير قصيري” كاتب مصري، ولد بحي الفجاله في القاهرة عام 1913م، لوالدين ترجع أصولهما إلى الروم الأرثوذكس، في قرية “القصير” بريف حمص السورية، وعندما بلغ سن المدارس ألتحق بمدرستي الغرير والليسية؛ مما جعله يجيد اللغة الفرنسية، تلك الإيجادة دفعته لكتابة مؤلفاته بالفرنسية وهو في سن العاشرة.
من أشهر مؤلفاته روايته بعنوان “بيت الموت المحتوم” عام 1944م، وكتابه الذي أصدره بالفرنسية عام 1948م بعنوان” كسالى في الوادي”، وبعد توقف دام نحو 15 سنة عن الكتابة، قدم روايته “العنف والسخرية عام 1962م، وروايته الأشهر بعنوان “ألوان العار” التي نشرها في الحادي عشر من أكتوبر عام 2000م.
أطلق على “قصيري” لقب “فولتير” النيل، تيمناً بالفيلسوف الفرنسي الشهير الذي عاش في عصر التنوير ” فرانسوا فولتير”، ولُقِبَ أيضا بلقب “فيلسوف الكسل” لرفضه تسلم جائزة أدبية مرموقة على بعض أعماله التي كتبها بسبب تزامن وقت إقامة حفل تسليم الجائزة مع موعد نومه.
عرف عن “ألبير قصيري” أنه كان ينام النهار، ويسهر بالليل لدرجة أنه ذات مرة اعتذر عن قبول تسلم جائزة أدبية، لأن موعد الحفل كان الساعة العاشرة صباحاً، وهو الوقت المخصص لنومه المعتاد.
وحول ذلك يقول “قصيري” مبررا طريقة وأسلوب حياته اليومية:” كم هو مؤسف أن تستيقظ كل صباح، لترى أشكال تسد النفس”.
يعتبر “قصيري” أحد أنصار “فلسفة الكسل” إذ لم يعمل إلا لفترة قصيرة في البحرية التجارية خلال الفترة الزمنية (1939م-1943م)، سافر إلى أمريكا وبريطانيا ثم إلى فرنسا وهو في الثانية والثلاثين من العمر، والتي أستقر فيها بشكل نهائي عام 1995م، ليمضي معظم حياته في الغرفة رقم 58 من فندق “لا لويزيان” في حي سان جيرمان الشهير بباريس، وفي حواره مع مجلة “ليير” قبل أعوام من وفاته، عبر عن رغبته في أن يكون موته داخل غرفته الفندقية التي عاش فيها عقودا، ليفارق بعدها الحياة في الغرفة نفسها في 22 يونيو عام 2008م، وهو في الرابعة والتسعين من عمره.
أثناء وجوده في باريس تزوج “ألبير قصيري” من ممثلة مسرحية فرنسية، ولم يستمر زواجهما طويلا، وعاش بقية حياته وحيدا، تعرف أثناء وجوده هناك على الكثير من أدباء وفلاسفة فرنسا، من أمثال الروائي المسرحي صاحب مسرحية الذباب “جان بول سارتر”، ورائد الأدب المكشوف “هنري ميللر”، والكاتب البريطاني “لورانس داريل” صاحب رباعية الإسكندرية التي تعد الأشهر من بين أعماله، كانوا يلتقونه يوميا في أحد أقدم مقاهي باريس، مقهى “دو فلور” في شارع سان جيرمان، الذي تم افتتاحه في عام 1880م، وهو معروف بزبائنه المشهورين من الادباء والشعراء والفلاسفة عندما كانت باريس في أوج إشراقها الثقافي.
كرس “قصيري” إبداعاته، لنصرة الأشخاص الجديرين باحترامه في هذا العالم، وهم أولئك الذين أدركوا أن السعادة لا تعني امتلاك الثروة (المادية).
حصل “قصيري” على العديد من الجوائز؛ منها جائزة جمعية الأدباء عام 1965م، وجائزة الأكاديمية الفرنسية عام 1990م، وجائزة بوسيتون لجمعية الأدباء عام 2005م.
1
يتميز مقال معالى د. بكرى عساس اليومى بغزارة المعلومات المضغوطه بما يؤدى إلى توصيل الفكره فى أقل وقت للقارئ المستعجل وبهذه الكبسوله يشارك فى الوعى الفكرى وتشجيع القراءه لجيل الفتره التى قلّ فيها قُرّاء
الأدبيات فشكرا له ونتطلع إلى المزيد منه بعون الله تعالى…..