لم يكن شكر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في أول خطاب له بعد تأكد فوزه في الانتخابات لرجل الأعمال إيلون ماسك مفاجئاً؛ فقد ضخ ماسك عشرات الملايين من الدولارات لدعم حملة ترامب (حوالي 119 مليون دولار كدعم مباشر)، وأسهم بطرق متعددة لكسب أصوات الناخبين.
إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وX، لعب دورًا غير مسبوق في دعم حملة ترامب الانتخابية. ماسك، الذي كان في السابق من مؤيدي الحزب الديمقراطي، شهد تحوّلًا ملحوظًا نحو اليمين، مما أثار جدلاً حول دوافعه وتأثيره على السياسة الأمريكية.
في البداية، لم يكن ماسك وترامب على وفاق؛ ففي يوليو 2022، انتقد ماسك ترامب علنًا عبر تويتر، الذي استحوذ عليه لاحقًا وغير اسمها إلى X. ومع ذلك، تغيرت الأمور بشكل جذري عندما بدأ ماسك في دعم ترامب علنًا، ليصبح أحد أبرز مؤيدي الرئيس المنتخب.
أحد الأسباب الرئيسية لدعم ماسك لترامب هو رفضه للسياسات الاقتصادية للحزب الديمقراطي، والتي يراها ماسك عائقًا أمام تطور أمريكا. في أحد التجمعات الانتخابية، ظهر ماسك بقميص يحمل شعار “احتلوا المريخ” وقبعة سوداء تحمل شعار “MAGA” (لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، وهي الترينيمة الأيقونية لحملة ترامب الانتخابية.
لم يكن دعم ماسك لترامب مجرد ولاء سياسي، بل كان استثمارًا استراتيجيًا شمل تمويل حملات لحرية التعبير وتقديم مليون دولار يوميًا لدعم عريضة تعزز الحقوق الدستورية. في يوم الانتخابات، نشر ماسك حوالي 200 تغريدة حققت نحو 955 مليون مشاهدة، مما عزز شعبيته ونفوذه.
بعد فوز ترامب، من المتوقع أن يصبح ماسك أحد أبرز المستشارين المؤثرين للرئيس المنتخب، وقد يترأس وزارة جديدة مقترحة باسم “وزارة الكفاءة الحكومية”، التي ستمنحه صلاحيات واسعة لإعادة هيكلة البيروقراطية الفيدرالية. هذا الدور سيمنح ماسك نفوذًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، خاصةً في مجالات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، والمركبات الكهربائية، وهي قطاعات لديه مصالح فيها من خلال شركاته XAI وSpaceX وTesla.
دعم ماسك لترامب في قضايا الهجرة والتنظيم يعكس تحولًا لافتًا عن ماضيه في التصويت لصالح الديمقراطيين مثل بايدن وهيلاري كلينتون. هذا التحول يمثل نموذجًا جديدًا للتأثير السياسي قد يعيد تشكيل قواعد اللعبة الانتخابية مستقبلاً.
في الختام، لعب إيلون ماسك دورًا محوريًا في نجاح ترامب في الانتخابات الأمريكية، مما يعكس تأثير المال والسياسة في تشكيل مستقبل الولايات المتحدة. هذا التحالف بين ماسك وترامب قد يغير قواعد اللعبة السياسية ويعيد صياغة العلاقة بين المال والسياسة في أمريكا.